19: عضوٌ وهمي: القلب
أعظم ما في القلب أنّه حامل أسرارك الأكثر سوداوية حيث يمكنك أن تأمنه عليها بلا استثناء وتعلم رغم ذلك أنه لن يشي بك أمام أحد، لن يخونك، ولن يتعلثم إن حكّمته للدفاع عنك.
أيدولوجية التفكير في القلب كعضو ثم في كينونته كبئر لكل ما أمطر على حياتك يوماً، هو أمر يصيب العقل أحياناً بالجنون!
لمَ يرتبط القلب -الذي يضخّ الدم ويستقبله- فلا تكوّنه المشاعر ولا يُطبع على جدرانه أسماء أو تفاصيل من نحب وما نحب، بمشاعر غير ملموسة البتة!
الأمر يشبه غرفة، أربعة حيطان، من طوبٍ وإسمنت، باب، مقبض حديديّ، أرضيّة وسقف، صورٌ معلقة هنا وهناك، بعضهم ذقت معهم لوعة الخسارة الغير عادلة وبعضهم ذبت فيهم عشقاً وقليلٌ بادلوك العشق، شرائطٌ سوداء، كتب وأفلام والكثير من الحكايا المتكدسة فوق بعضها، مشاهد متحركة وجرامافون يعزفُ موسيقى متداخلة. إنّها غرفة متكاملة، لكن بشكل غرائبيّ ليست الغرفة غرفةً، كأن لم تُوجد يوماً، عندما تمسك مقبض الباب لا تُمسك شيئاً بيد أنك تمسكه، الباب اللامرئيّ يُفتح، إطارات الصور معلقة وغير معلقة، إنها الفراغ المُطلق وإنّها في المطلقِ كل شيء، فلا يمكنك أن تثبت حقيقة وجودها ولا في إنكارها أمر يحتمل الصواب دون أن يحتمل الخطأ.
غرفةُ تمتدّ من داخل جسدك إلا اللامكان، لا تراه ولا تصل إليه لكنّه يدق خلف ضلوعك ها هنا. معجزة!
ولأنّ غرفتي مُشيّدةٌ وكاملة إلا أنّها بالكاد وهمية، يمكنني بكل رخاءٍ وهدوءٍ وجنون، أن أركن فيها كل كراكيبي، وأن أستر فيها كل مشاعري التي لا أملك الحق في نسبها لي، وأن لا يرى مني أحد إلا ما أريد له أن يرى من تحت عقب الباب.
من رفيقك الحقيقيّ إذاّ؟! فـ " استفتِ قلبك " ما استطعت.
-
19/365
أيدولوجية التفكير في القلب كعضو ثم في كينونته كبئر لكل ما أمطر على حياتك يوماً، هو أمر يصيب العقل أحياناً بالجنون!
لمَ يرتبط القلب -الذي يضخّ الدم ويستقبله- فلا تكوّنه المشاعر ولا يُطبع على جدرانه أسماء أو تفاصيل من نحب وما نحب، بمشاعر غير ملموسة البتة!
الأمر يشبه غرفة، أربعة حيطان، من طوبٍ وإسمنت، باب، مقبض حديديّ، أرضيّة وسقف، صورٌ معلقة هنا وهناك، بعضهم ذقت معهم لوعة الخسارة الغير عادلة وبعضهم ذبت فيهم عشقاً وقليلٌ بادلوك العشق، شرائطٌ سوداء، كتب وأفلام والكثير من الحكايا المتكدسة فوق بعضها، مشاهد متحركة وجرامافون يعزفُ موسيقى متداخلة. إنّها غرفة متكاملة، لكن بشكل غرائبيّ ليست الغرفة غرفةً، كأن لم تُوجد يوماً، عندما تمسك مقبض الباب لا تُمسك شيئاً بيد أنك تمسكه، الباب اللامرئيّ يُفتح، إطارات الصور معلقة وغير معلقة، إنها الفراغ المُطلق وإنّها في المطلقِ كل شيء، فلا يمكنك أن تثبت حقيقة وجودها ولا في إنكارها أمر يحتمل الصواب دون أن يحتمل الخطأ.
غرفةُ تمتدّ من داخل جسدك إلا اللامكان، لا تراه ولا تصل إليه لكنّه يدق خلف ضلوعك ها هنا. معجزة!
ولأنّ غرفتي مُشيّدةٌ وكاملة إلا أنّها بالكاد وهمية، يمكنني بكل رخاءٍ وهدوءٍ وجنون، أن أركن فيها كل كراكيبي، وأن أستر فيها كل مشاعري التي لا أملك الحق في نسبها لي، وأن لا يرى مني أحد إلا ما أريد له أن يرى من تحت عقب الباب.
من رفيقك الحقيقيّ إذاّ؟! فـ " استفتِ قلبك " ما استطعت.
-
19/365
قد إيه بديعة الفكرة!
ردحذف