7: الموسيقى التصويرية: سائق الميكروباص
لم أقصد يوماً أن أتطفل على حكايا الآخرين، لكن اللحظات التي تسبق اكتمال الميكروباص، عادةً ما تسمع فيها الكثير من القصص العجيبة والجميلة والمزعجة أحياناً.
قررتُ اليوم أن نتشارك بعض المشاهد التي رسخت في ذاكرتي، قصصها تعود لأصحابها، والموسيقى التصويرية والإخراج غالباً ما تكون من اختيار السائق بدون وعي منه. إنّ سيكولوجية سائق الميكروباص في مصر ستحتاج مدونةً أخرى، سأعود لها لاحقاً.
مشهد ١:
( أركب في الكرسي المجاور للباب المتحرك، في الصفّ الأول ، في طريقي لدمياط القديمة، بجواري أمّ وابنها الذي لم يتجاوز الستّ سنوات، يتحاوران في نقاش لا طالما خطر في بالي عندما كنت في مثل عمره أو أقل قليلاً )
- هي الشمس مالها؟
— بتغرُب.
يقولها بتساؤل كأنه لم يسمعها جيداً:
- بتشرق؟!
ترد الأم بصبر:
— بتغرب؛ يعني مروّحة.
- مروّحة فين؟
— مروّحة عند ربنا، في السما.
وكأنها قد ضربت بثوابته عرض الحائط:
- هي مش بتغطس في البحر!
ضحكت ضحكةً لطيفة:
— لا مش بتغطس.
ولأننا بطبيعة الحال كمصريين نألف الحديث في المواصلات مع من يشاركوننا الطريق، تحدثنا أنا والأم والابن، وأخبرتني أنه يذكّرها دائماً أنه سيهديها بيتاً عندما يكبر -عشان ترتاح-!
مشهد ٢:
( أركب من دمياط الجديدة عائدةً إلى المنصورة -المدينة التي أرغمت نفسي على حبّها ولم أنجح يوماً-. الساعة في حدود السادسة مساءً، بدايات دخول الظلام )
- لو سمحت يا أسطى، ممكن تنورلي النور.
— ليه يا باشا؟
- بقرأ
نظرت لي المرأة التي بجواري كأنها تريد أن تفتح باب الميكروباص وتلقيني منه بلا رحمة. قاطعتنا:
- هو يا أبلة القراية حبكت! هتفتحي النور عشان تقرئي!
— مش بيفتحوا النور عشان يلمّوا الأجرة بردو ولا إيه؟
ردّ السائق:
عينينا يا ست الكلّ..
نظرت للمرأة وأردت أن أسألها: هل هي حربٌ على النور أم على العلم! أدركُ أن العلم والنور أذىً لمن أرادوا أن يغلقوا عيونهم. شكراً يا أسطى على النور.
مشهد ٣:
طريقٌ باردٌ عائدٌة فيه من المنصورة لدمياط الجديدة ، سائق الميكروباص اختار أن يكون فيه هو ياسر عبدالرحمن المشهد، وعندما كنت أفكر في المستحيل اختار أغنيةً قذفت في قلبي الحزن :
" كانت الأيام في قلبي دموع بتجري وإنتَ تحلالك دموعي وهي عمري "
أنا لا أريد لهذه الدموع أنه تهدر عمري أكثر، فليظلّ المستحيل مستحيلاً!
-
7/ 365
قررتُ اليوم أن نتشارك بعض المشاهد التي رسخت في ذاكرتي، قصصها تعود لأصحابها، والموسيقى التصويرية والإخراج غالباً ما تكون من اختيار السائق بدون وعي منه. إنّ سيكولوجية سائق الميكروباص في مصر ستحتاج مدونةً أخرى، سأعود لها لاحقاً.
مشهد ١:
( أركب في الكرسي المجاور للباب المتحرك، في الصفّ الأول ، في طريقي لدمياط القديمة، بجواري أمّ وابنها الذي لم يتجاوز الستّ سنوات، يتحاوران في نقاش لا طالما خطر في بالي عندما كنت في مثل عمره أو أقل قليلاً )
- هي الشمس مالها؟
— بتغرُب.
يقولها بتساؤل كأنه لم يسمعها جيداً:
- بتشرق؟!
ترد الأم بصبر:
— بتغرب؛ يعني مروّحة.
- مروّحة فين؟
— مروّحة عند ربنا، في السما.
وكأنها قد ضربت بثوابته عرض الحائط:
- هي مش بتغطس في البحر!
ضحكت ضحكةً لطيفة:
— لا مش بتغطس.
ولأننا بطبيعة الحال كمصريين نألف الحديث في المواصلات مع من يشاركوننا الطريق، تحدثنا أنا والأم والابن، وأخبرتني أنه يذكّرها دائماً أنه سيهديها بيتاً عندما يكبر -عشان ترتاح-!
مشهد ٢:
( أركب من دمياط الجديدة عائدةً إلى المنصورة -المدينة التي أرغمت نفسي على حبّها ولم أنجح يوماً-. الساعة في حدود السادسة مساءً، بدايات دخول الظلام )
- لو سمحت يا أسطى، ممكن تنورلي النور.
— ليه يا باشا؟
- بقرأ
نظرت لي المرأة التي بجواري كأنها تريد أن تفتح باب الميكروباص وتلقيني منه بلا رحمة. قاطعتنا:
- هو يا أبلة القراية حبكت! هتفتحي النور عشان تقرئي!
— مش بيفتحوا النور عشان يلمّوا الأجرة بردو ولا إيه؟
ردّ السائق:
عينينا يا ست الكلّ..
نظرت للمرأة وأردت أن أسألها: هل هي حربٌ على النور أم على العلم! أدركُ أن العلم والنور أذىً لمن أرادوا أن يغلقوا عيونهم. شكراً يا أسطى على النور.
مشهد ٣:
طريقٌ باردٌ عائدٌة فيه من المنصورة لدمياط الجديدة ، سائق الميكروباص اختار أن يكون فيه هو ياسر عبدالرحمن المشهد، وعندما كنت أفكر في المستحيل اختار أغنيةً قذفت في قلبي الحزن :
" كانت الأيام في قلبي دموع بتجري وإنتَ تحلالك دموعي وهي عمري "
أنا لا أريد لهذه الدموع أنه تهدر عمري أكثر، فليظلّ المستحيل مستحيلاً!
-
7/ 365
🌹🌹حلو جداً
ردحذفشكراً .. :")
حذففليظل المستحيل مستحيلا
ردحذفولا يهمّنا طبعاً <3
حذفعظيمة🌸
ردحذفشكراً :")
حذفمتأملة ومركزة 😊
ردحذفحلوة دي 😊
برافو
شكراً يا أستاذي :")
حذففي كل مدونة في اقتباس بيتضاف لمفكرتي :) جميل جدًا
ردحذف