8: تفاصيل بسيطة: الشاي المرّ
منذ سنوات، لا أتذكر عددهم جيداً، كنت أقرأ ديوان ميّ رضوان الأول: الشنطة البمبي، حتى صدمتني جملة -لا أتذكّرها تفصيلاً- :
" .... ساعات الشاي بيكون مرّ
عشان بننسى نقلّبه "
كانت تلك الجملة - على رغم بساطتها ومحاكاتها للإدراك اليومي للأمور- لم تخطر على بالي يوما بشكلها هذا. إذاً الشاي "مسكّر بس مرّ"، معادلةٌ وضعتها الحياة أمام عينيك لتعطيك درساً عملياً لم تخطُ يوماً معمله ولم تسمع أبداً كلمةً من مُعلّمه؛ قبل أن تحزن على كوب الشاي خاصتك، الذي اشتهيته لساعات طِوال، بعد وجبة محشي دسمة أو سمك مشوي، وكان مُراً في نهاية الأمر، حاول أن تجلب ملعقة وتقلبّ ما به، ربما ينتظرك السكر في قعر الكوب ، ينتظر منك حركة رسغ بسيطة، تذوب بها جزيئات السكر الخجولة ويتحول مذاق شايك البائس من مرّ إلى مظبوط، ولا تعلم، ربما يصبح مذاقه سكر زيادة!
"صدقني على عكس المتوقع
بتكون صعبة السخافات "
كانت تلك الجملة الثانية التي لا زلت أتذكرها من الديوان، ولأنني أتذكرها أتذكر ماهية شعوري حينها.
إن الشطر ببساطته يتواجه وجهاً لوجه معي، يخبرني بكل كبرياء: السخافات مؤلمة. اعترفي بذلك!
ولأنه لا يجب علينا أن نبدي تألمنا منها تظل السخافات حبيسةً، تكبر معك، ولا تصغر كلما كبرت، قد تتناساها لكنك لا تنساها.
هذه الآلام التي تسببها السخافات تهزّ كبرياءك بشكلٍ يومي، وتزعزع نضجك الذي تتفاخر به، وتضللك فلا ترى سواها.
هل يمكن إذاً نزع هذا الشوك بيديك وأن تشيّد حصوناً في مواجهة السخافات؟ لا.
ما الحلّ إذاً؟ قلّب الشاي، قد يكون السكر هناك بانتظارك.
-
8/365
الله 🌹🌹
ردحذفشكراً :")
حذفكنت متأكدة إنك هتكتبي عن الشاي🍃❤
ردحذفما الحبّ إلا للحبيب الأولِ ..<3
حذفيا إلهي ع الجمال!
ردحذف