14: أسئلة تحتمل إجابتين: فطرة الأمومة
أعتقد أن فطرة الأمومة عندي مفعّلة ونشطة بشكلٍ بذخ! رغم أنني لم أرزق بأطفال، إلا أن حاسة الأمومة تحرّك الكثير من أفعالي، أو هكذا أظنّ. وقد يكون هذا نصيبي منها فحسب؛ إحساسٌ فطريّ موجّه للجميع على حدٍ سواء، لا هو نابع من امتلاك المسبّب ولا يمكن السيطرة عليه بالإدراك.
أخبرتني أختي يوماً بعد أن جالست ابنها لبضع ساعات:
" عندك صبر ع الأطفال"
تفاجئتْ! أنا التي لا أملك الصبر حتى على نفسي. من أين لي بهذا الصبر يا أختي؟!
لي معارفٌ وأصدقاء، يكبرونني في العمر ويصغرونني، ينادونني بلقب: ماما أسما.
دعوني أمارس بعضاً من صراحتي، يبدو هذا اللقبُ بغيضاً في أحيانٍ كثيرة عندما يتفوّه به الكبار. ولستُ أعلم سرّ بغاضته، هل لأنه لا يمّت للواقعية ببنت شفة! أم لأنه واقعيّ وأنا المغيّبة؟ أم لأنني أخشى أن أؤخذ مأخذ الضمانة الأبدية، تماماً كالأمهات؟
يمكنني القول بكل ثقة أن الجميع تقريباً وقعوا ضحايا فخّ واحد:
" لو ماما رجعت، هجيبلها الدنيا كلها وهشكرها على كل كوباية عصير كانت بتدخلهالي وأنا بذاكر، على كل مرة وقفت فيها تغسل المواعين وهي تعبانة، على كل مرة تعبت فيها ومقالتش " وقد أستمر في السرد حتى نهاية العمر.
فخّ العمر الذي لم يتملّص من كبشته أحد:" ما هي موجودة يعني هي هتروح فين!"
وبتروح في أماكن كتيرة بعدها.
يبدو أن السؤال المطروح منذ قليل، باتت إجابته واضحة، نعم أخشى أن أؤخذ مأخذ الضمانة الأبدية.
إن لي من الأمومة ما للنساءِ جميعهنّ، تجتاحني نسائمها، وأشعر أحياناً بانصهارٍ في القلب عند رؤية تثاؤب رضيع، أو انقباضة أصابعه الغضة على أصابعي، لكن مع الكبار! يربكني الأمر. ويُعاد في ذاكرتي مشهد هنيدي في جاءنا البيان التالي: " هو أنا والدتك!"
-
14/365
هايلة ما شاء الله
ردحذفتسلم يا أستاذي، ورودٌ كثيرة ..
حذف
ردحذفأنا بتألم من شدة الجمال!