21: جيناتٌ هجينة: جناحاتُ الهجرة

جيناتي مهجّنةٌ بجينات طير مهاجر، لا تفسير سوى ذلك!
فلم أعد أرتاح لأرض واحدة، ولم تعد تكفيني أرض واحدة، ولم تعد في السماء بقعة لا تشتاقها جناحاتي.

إن لم أكن من مواليد برج الميزان لانتشلني برج الجوزاء من محاولاتي اليائسة لتفسير أفعالي المتضاربة وربّت على كتفي وقال بصوت صلاح عبدالله : " ده انتَ ابني يا ابني ".

إليكم لمحة بسيطة عن هراءاتي:
أريد أن أعود لبلد أكمل فيه ما تبقّى من حياتي، لا انكبابٌ مفرطٌ على المال ولا جفافٌ مقحف من ندى العلاقات.
 فأعود
ثمّ أفكّر: أريد أن أسافر لأرى، فأعلم وأتعلّم، ستسندني بعض القروش، ويُفتحُ بعدها ألف باب. 
فأسافر
 ثم أبكي في يومي الثاني، لا لا لا، لا يمكنني تحمّل هذه الحياة الجامدة، الحياة في قالب ثلج أكثر دفئاً، ثم إنّ المال لا يكفيني على كل الأحوال و " كده كده خربانة ".
فأعود
ثم يخبرني أحدهم أنه يحبّني فأظنّ أن للحياة رأي آخر، أنّ الحياة ستهدأُ عن " الفرك " وأنّ القرارات ستنقسم على قلبين فتغدو أكثر خفّة وأشدّ حسماً، لكن لم تزدَد القرارات إلا تعقيداً، ولم يغدُ القلبين مثنّى فكل مفردِ بمفرده.
فأسافر
سأكمل تعليمي، فكرة جميلة، أين؟ لندن، حسناً يجب أن أعمل بشكل مكثف حتى أصبح قادرة على تغطية التكاليف الأولّية، ثلاثون ليلة ممطرة بالبكاء، توقفي ع المعافرة واعترفي بأنّ هذه الأرض تخنقك. 
فأعود
ثمّ في العودة تعتريني أحزان الجميع فأُتخم، فتُزيح تُخمتها محبّة أحدهم، فتزهرُ وردةٌ في الصحراء، وهل في قيظ الصحراء تحتمل الورود الصمود؟! فتذبل. أهرب باحثة عن زهور تنمو في مكانِ ما،
 فأسافر
هكذا حتى أجدني غريبة، وحيدة، تائهة، لكنني هادئة، غير مبالية، وشديدة الونس بنفسي.


هل تفكرون فيما أفكر:
طير جوزائيّ الطالع، فلا ينعم بالهجرة ولا تتوقف أجنحته يوماً عن اشتهاء الطيران. فإلى أين مصيره يا ترى؟!

-

21/365

تعليقات

  1. مصيره الطيران، تميم بيقول: لشهوة الركض لا قصداً إلى بلد.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا