27: ليسَ كل رهانٍ خاسر
ماذا تعرف عزيزي القارىء عن التراكمات؟ نعم تلك التي تتكدسّ في القلب، فتسدّ شرايين اللهفة وتنشّط سموم اللوعة وتسبب ضموراً حاداً في الحبّ؟
هل مررت بتجربة حبٍّ بدأت بمشاعر ناريّة ولهفةٍ دائمة وانتهت نهاية مأساوية حتى كدت لا تحتمل كلمة " ازيك " من شخصك المفضل وحبيبك المكمّل؟! إن لم تمرّ بها فهنيئاً لك، أو كن مستعداً فأنتَ على وشك المرور بواحدة.
لستُ أعلم تماماً سرّ تدوينة اليوم، وأخشى أن أبدو ككاهنة في العلاقات ومتأملة في أسرارِ حيثيّات الرجل والمرأة! أنا في الحقيقة لست حتى شيئاً قريباً لهذا، أنا أبعد ما يكون عن الإرشاد والنصح، إنما أنا شخص يدور الدنيا بقلب موارب، وأستقبل منها أغلب ما تجود به، صداقات، صداقات تتخفى تحت الحبّ، حبّ، حبّ يتخفى تحته خواء، بعد، فقد، بعد بلا فقد، بعدٌ وحبّ لا يموت، حتى الأشياء الغريبة التي لا مسمّى لها، هي لا حبّ ولا صداقة ولا شيء أكثر من صدفة في الشارع أو في المترو أو في بلكونة البيت. أعني، ماذا يمكن أن يحدث؟ لا تقتلك العلاقات إنما يقتلك التعلّق.
أخبرني أبي ذات مرة من المرات الذي أخذَنا فيها نقاش صادق:
" الخناق عادي، بيجي وبيروح، بيتكرر كتير، هتتخانقوا بس لما يصالحك هتصالحيه، يمكن تصالحيه من قبل ما يصالحك، هتبصي في وشه بس هترضي، الحبّ ده غالباً بيفضل، بس لو اتخانقتوا، واتخانقتوا، عادي زي كل الخناق، بس الخناق مراحش، صالحك وما رضيتيش عليه بقلبك، لو بصيتي في وشه وحسيتي إنك مش طايقة نَفَسه جمبك، ما اتوقعش إن ساعتها فاضل حبّ تراهني عليه". فقررت أنني لن أراهن بعد اليوم.
تباعاً، أصبحتُ امرأةً رماديّة، لا في الوقت وقتٌ لأكسر توابيت الخوف، فأقول ما عندي، ولا في الجُبن ما يشبهني لأبقيه أسيرَ نفسي. فالبياض الناصع أُغلقُ له عيني خشيةً، والظلام الحالك يخدع حدقاتي ما اتسعت فلا أرى على كل الأحوال.
التراكمات والتتابعات والأزمات الثِقال ليست شيئاً هيناً، الهوان الحقيقي سينخر في العلاقة إن لم تكن شجاعاً كفاية لتواجه نفسك ، ون هذه التراكمات إن لم تُزاح الآن واليوم، لن تروم مكانها. إن لم تكن شجاعاً لتواجه رماديّتك، إن لم تكن شجاعاً وأبلهاً لتكون قادراً على الرهان بين الحين والآخر.
لا تفقد سذاجتك. راهن، فليست كل الرهانات خاسرة.
-
هل مررت بتجربة حبٍّ بدأت بمشاعر ناريّة ولهفةٍ دائمة وانتهت نهاية مأساوية حتى كدت لا تحتمل كلمة " ازيك " من شخصك المفضل وحبيبك المكمّل؟! إن لم تمرّ بها فهنيئاً لك، أو كن مستعداً فأنتَ على وشك المرور بواحدة.
لستُ أعلم تماماً سرّ تدوينة اليوم، وأخشى أن أبدو ككاهنة في العلاقات ومتأملة في أسرارِ حيثيّات الرجل والمرأة! أنا في الحقيقة لست حتى شيئاً قريباً لهذا، أنا أبعد ما يكون عن الإرشاد والنصح، إنما أنا شخص يدور الدنيا بقلب موارب، وأستقبل منها أغلب ما تجود به، صداقات، صداقات تتخفى تحت الحبّ، حبّ، حبّ يتخفى تحته خواء، بعد، فقد، بعد بلا فقد، بعدٌ وحبّ لا يموت، حتى الأشياء الغريبة التي لا مسمّى لها، هي لا حبّ ولا صداقة ولا شيء أكثر من صدفة في الشارع أو في المترو أو في بلكونة البيت. أعني، ماذا يمكن أن يحدث؟ لا تقتلك العلاقات إنما يقتلك التعلّق.
أخبرني أبي ذات مرة من المرات الذي أخذَنا فيها نقاش صادق:
" الخناق عادي، بيجي وبيروح، بيتكرر كتير، هتتخانقوا بس لما يصالحك هتصالحيه، يمكن تصالحيه من قبل ما يصالحك، هتبصي في وشه بس هترضي، الحبّ ده غالباً بيفضل، بس لو اتخانقتوا، واتخانقتوا، عادي زي كل الخناق، بس الخناق مراحش، صالحك وما رضيتيش عليه بقلبك، لو بصيتي في وشه وحسيتي إنك مش طايقة نَفَسه جمبك، ما اتوقعش إن ساعتها فاضل حبّ تراهني عليه". فقررت أنني لن أراهن بعد اليوم.
تباعاً، أصبحتُ امرأةً رماديّة، لا في الوقت وقتٌ لأكسر توابيت الخوف، فأقول ما عندي، ولا في الجُبن ما يشبهني لأبقيه أسيرَ نفسي. فالبياض الناصع أُغلقُ له عيني خشيةً، والظلام الحالك يخدع حدقاتي ما اتسعت فلا أرى على كل الأحوال.
التراكمات والتتابعات والأزمات الثِقال ليست شيئاً هيناً، الهوان الحقيقي سينخر في العلاقة إن لم تكن شجاعاً كفاية لتواجه نفسك ، ون هذه التراكمات إن لم تُزاح الآن واليوم، لن تروم مكانها. إن لم تكن شجاعاً لتواجه رماديّتك، إن لم تكن شجاعاً وأبلهاً لتكون قادراً على الرهان بين الحين والآخر.
لا تفقد سذاجتك. راهن، فليست كل الرهانات خاسرة.
-
27/365
تعليقات
إرسال تعليق