1: آلة الزمن: اليوستفندي
كلّما شممت رائحةَ اليوستفندي – أوالماندرين في بلاد أخرى- سافرتُ بالزمن لمشهدين تحديداً لا ثالث لهما..
مشهد 1:
أنا وأخوتي ملتفّين حول ماما بعد الغداء، يتربّع أمامها طبق الفاكهة الذي لا يخلو من البرتقال واليوستفندي والعنب، وأحياناً –كمظهر من مظاهر الرفاهية- الكيوي، يختلف طبق الفاكهة كل ما تغيّر الموسم، في الصيف مثلاً لابدّ للبطيخ أن يكون سيّد الموقف، أما في الشتاء، فهو اليوستفندي لا محالة. ارتباط أمي بطبق الفاكهة بعد الغداء يتنافس منافسة عنيفة مع علاقةِ بابا بكوب الشاي بعد الغداء. هي أمور لا تتغير مهما تغيّرت الأحوال المحيطة.
تأخذني رائحة اليوستفندي، ليد أمي، وكلما شممته، أشعر أنني أعود لها. طفلةَ كنتُ أم ناضجةَ تائهةً، أعود!
أنا وأخوتي ملتفّين حول ماما بعد الغداء، يتربّع أمامها طبق الفاكهة الذي لا يخلو من البرتقال واليوستفندي والعنب، وأحياناً –كمظهر من مظاهر الرفاهية- الكيوي، يختلف طبق الفاكهة كل ما تغيّر الموسم، في الصيف مثلاً لابدّ للبطيخ أن يكون سيّد الموقف، أما في الشتاء، فهو اليوستفندي لا محالة. ارتباط أمي بطبق الفاكهة بعد الغداء يتنافس منافسة عنيفة مع علاقةِ بابا بكوب الشاي بعد الغداء. هي أمور لا تتغير مهما تغيّرت الأحوال المحيطة.
تأخذني رائحة اليوستفندي، ليد أمي، وكلما شممته، أشعر أنني أعود لها. طفلةَ كنتُ أم ناضجةَ تائهةً، أعود!
مشهد2:
أجلس على أريكتنا البنية القديمة في شقتنا المستأجرة في المنصورة، نور –صديقة الجامعة ورفيقة الغرفة ذاتها لسنوات- مُقابلتي، تحمل كيساً أسوداً، بداخله الكثير من اليوستفندي، الكثير!
تلفازُ شقتنا الصغير، يبثّ مسلسلاً لا نتابعه أصلاً أو فيلماً تافهاً، ثم تسبح نور في رحلتها اليوستفندية حتى ينتهي الكيس بكل ما فيه. هذه نور في فصل الشتاء، هي واليوستفندي وتليفونها المحمول.
تعلق الرائحة كأنها معطر جوّي، بضع جنيهات تهديكَ عبقاَ دافئاً في أكسجينك المحيط، وبين أصابعك.
لا أعلم لم ترتبط رائحة هذه الفاكهة المراوغة بهاذين المشهدين! أكاد أراهما الآن مُصوّران أمام عيني، كأنهما مشاهد في لعبة الكاميرا التي كلما ضغطت على زرّها أهدتك صورةً مختلفة لبقعة من بقاع الأرض.**
أجلس على أريكتنا البنية القديمة في شقتنا المستأجرة في المنصورة، نور –صديقة الجامعة ورفيقة الغرفة ذاتها لسنوات- مُقابلتي، تحمل كيساً أسوداً، بداخله الكثير من اليوستفندي، الكثير!
تلفازُ شقتنا الصغير، يبثّ مسلسلاً لا نتابعه أصلاً أو فيلماً تافهاً، ثم تسبح نور في رحلتها اليوستفندية حتى ينتهي الكيس بكل ما فيه. هذه نور في فصل الشتاء، هي واليوستفندي وتليفونها المحمول.
تعلق الرائحة كأنها معطر جوّي، بضع جنيهات تهديكَ عبقاَ دافئاً في أكسجينك المحيط، وبين أصابعك.
لا أعلم لم ترتبط رائحة هذه الفاكهة المراوغة بهاذين المشهدين! أكاد أراهما الآن مُصوّران أمام عيني، كأنهما مشاهد في لعبة الكاميرا التي كلما ضغطت على زرّها أهدتك صورةً مختلفة لبقعة من بقاع الأرض.**
رحلةٌ سريعةٌ قطعت تذكرتها عندما مررتُ اليوم
أمام الفكهاني لتقّبّلني –مفاجئةً- رائحة آخر حباتِ اليوستفندي الحزينة، تودّع الشتاء،
وتهمسُ لي: أهلاً رمضان ..
-
**: لعبة سيعرفها مواليد التسعينات وما قبلها، أما لمواليد الألفية، فهذه الصورة لكم.
-
1/ 365

الكلام دخل في قلبي و الله و شميت ريحة اليوتسفندي و أنا بقرأ ♥️
ردحذفلو ريحته لسا في إيدك، إوعي تغسليها. رمضان كريم <3
حذفعجبني الكلام قوي مع اني باكره اي حاجة ذات رائحة نفاذة كاليوسفي والجوافة 😀
ردحذفبس فكرتني بحاجات تانية
اكيد كل واحد في رائحة معينة بتاخده للماضي
انا ريحة الرمل بتاخدني المعمورة في لحظة 😊
أنا بعشق ريحتهم لأنّهم مرتبطين عندي بجدّو ومحصول السنة..
حذفريحة الرمل كمان ريحة جميلة ..
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفجميل قوي يا اسماء وقد اي تجربتك مبهره ليا بجد وهحاول اعملها مره انا كمان
ردحذفشكرا ❤