6: نقطة تفتيش جديدة: لغة برايل

عندي أسباب منطقية لاندفاعي الأهوج نحو الكتابة هذه الأيام، لقد عقدت مع نفسي عقداً ينصّ على:
" كلما اشتقتُ إليك كتبت " 
فبِتّ أكتبُ بنهم.

وأعلم أنك أبعد ما يكون عن هذا النصّ، وأبعد ما يكون عنّي، وأن للأحلام أطرافٌ كاذبة تشبه أطراف الأميبا، تمتدّ من كل زاوية وتخنقني ليلاً.

أحياناً، يصعب عليّ بلع ريقي، لكنها في حقيقة الأمر كلماتٌ تحاول شقّ حنجرتي للخروج، إنها تأبى أن أُرجئها لأيامٍ بعيدة، فتصرخ، تناديني: حررينا. وأنا أواجههم كأنني ابنة فرعون! يا لقسوتي وربّ العباد!

لا أعلم تحديداً متى شيّدت كل نقاط التفتيش تلك في طريق كلماتي المندفعة، وغير المندفعة كذلك، شيّدتُ نقاط التفتيش في طريق كل شيء ورفعت الأسلحة وعكرتُ صفو العساكر جميعهم، لأصبحَ أكثر ضعفاً وأقلّ بساطةً، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

لمَ لا تصبح الحياة لا مباليةً لي! أو لمَ لا أصبح أنا لا مباليةً لها! كأن أكون قادرةً على إخبار من أحبهم أنني أذوب في محبتهم، أو أنّ رائحة النعناع أجمل من رائحة عطر جوتشي، وأن السعادة قد زارتني مرةً عندما عرفتني، ومرةً عندما عرفتك، وأن السعادة شهيقٌ والمأساة زفير، وأنّ قلبي ليس أبيضاً تماماً، وأنني لا أعرف الغفران لكنني أسامحك من كامل فؤادي، وأنني أفكّر في الله، وفي الفلك وفي الدين، وأنني في آخر مرة أردتُ فيها البكاء، تماسكتُ، ولا أعرف السبب! لم لا أتحولُ لكتابٍ بلغة برايل، أقول فيه ما أقول، فلا يقرؤني المبصرون، ولا أبصر في العميان نظرةَ الإدراك تلك: "أنا أفهمك ". 


قد لا تصلّ هذه المدونة للكثيرين، لأن الفيسبوك قرر حظر منشورات المدونة لسبب لا أعلمه، لكن، إن كنت تقرؤ هذه المدونة الآن، أينما كنت وكيفما كان حالك. ضع وردةً في التعليقات، لتلفّني الألفة.

-
🌷
-

6/365

تعليقات

  1. ورد كتير جداً🌹🌹

    ردحذف
  2. ورود كتير لا تكفي ❤️

    ردحذف
  3. 🌷🌷🌷

    انتي عايزة جنينة مش وردة

    عارفة مصطلح لغة رشيقة؟
    دا اسلوبك 😊
    هايلة هايلة ما شاء الله

    ردحذف
  4. هو متأخر جدًا و ليس الآن، بس حقيقي نفسي اهديك باقة( حزمة بس باقة أشيك) نعناع!
    نص بديع

    ردحذف
  5. مازالت كلماتك الرقيقة تُربت على قلبي كلما شعرت بالإنهاك. 🌸

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

364: ليلة الوقفة..