38: تجربة جديدةٌ وأخرى انتكست

اليوم، شهادةٌ لانبعاثةِ طفل المدونة الأول. سأخبركم عنه لاحقاً.

-

كلّما مرّ أمامي خبرٌ من السودان، وخز في القلب ألمُ ذكريات الخامس والعشرين من يناير. وباتت ثوراتُ الجميع تذكرةٌ - نهرب منها عن عمد- لكل ما كان من المحتمل أن يكون لنا.

" قدْ مسّنا الحلم مرّةً "


همسَت لنا الحرية لثوانٍ ثم صمتت للأبد فبقيت الحسرة في قلوبنا، نشتهي ألا يذوق مرارتها أحد ويصعبُ علينا تخيّل أن ينتهي بنا الأمر وحيدون فيها في معركة الظلم الأبدية. 
هذه المدوّنة لا تتحدث عن أحداث وتفاصيل وأبعاد ما حدث، لقد انزويتُ بنفسي عن كل مسببات الحزن هذي منذ زمن، لكنّها تتحدث عن اللحظة التي تُدرك فيها عذوبة حبيبك الأوليّ بعد أن دُرت الدنيا تجاربَ وأخطاء وخسارات، فأنّى لك أن تعيده؟!

خساراتٌ كتلك لا يمكن استردادها بسهولة، تُذكّرك بها نجاحات محيطة تغبط أصحابها لأنّهم نظروا ورائهم لوهلة وحفظوا الأخطاء القديمة لكيلا تُعاد، وفي كل مرةٍ ستنظر لنفسك في المرآة وتقول بذات الحسرة: طب إشمعنى أنا ؟!

لا يدوم ذاك التساؤل طويلاً لأنّك تعرف تمام المعرفة " إشمعنى إنتَ "، لا تحتاج الإجابة أن يختلف حولها إثنان حتى. في المجموعة لا يجوز أن يفكر الفردُ بصوت نفسه، وإنْ اعتلى سلم الفردية فهناك - حتماً- ألف يدٍ ستهمّ بتكسير درجات هذا السلّم الواهي. لا يجوز أن يقصف كل ما هم دونه بسهام رفضه، ولا يُستهان بالنفاق والتخلّي والسلامات تحت الطاولة. والعجيب أننا ما زلنا بعد سنوات مرّت كلمح البصر -على قسوتها-، نستحدث قصصاً رديئة وساذجة ونتناقش في إنسانيّاتٍ بحتة وننسى أننا في الأصل ننحى عن طريق الرحلة الرئيسي.

إنّ الخسارات المدويّة تقصم الظهر، و "تكسرُ النِفس "، وتذهبُ من العقل مخزوناً هائلاً من المنطق والوعي. يُقال أن بعد الخسارة مكسب، وأقول أنها احتمالية تشبه الأمل الذي أحمله في قلبي الآن: شِبه معدوم.

-

أمّا عن طفل التدوينة الأول فهاكمُ:

https://soundcloud.com/asmaa-elsherbiny/z3y1fioh8bld

وأخشى أنّه لن يكون طفلها الأول :D فشاركوني ما شعرتم به واستمعوا واستمتعوا، والهاشتاج كالعادة #365يوم_كتابة لم يتغيّر بعد ينتظر زياراتكم..

-

38/365
https://soundcloud.com/asmaa-elsherbiny/z3y1fioh8bld

تعليقات

  1. كلماتك رائعه وحروفك يسكنها سحر عجيب يجذبنا إليها قريبا سنسكن في مدونتك ولا نغادرها

    ردحذف
    الردود
    1. أشكرك لقرائتك ولُطفك. مرحبًا بك وقتما حللت.

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا