40: معادلةٌ بسيطة: فيل دامبو
يتطلّب هذا التساؤل تفسيراً مُرضياً لأنّه ينهش بلا رحمة في تفكيريَ المُرهَق:
هل ستستمر صراعتنا للإقناع إلى الأبد؟ هل ثمّة فرصة لأن نصل لمرحلةٍ ما لا نحتاجُ فيها المبررات والتفسيرات والقصص الملفقة فقط لكي ننعم بهدوءٍ نريده؟
هناك دوماً تفسيرٌ ما لما تريد أن تكونه، و مبرر ما لما تريد أن تكونه، وضمانةٌ ما لكيف سينتهي بك ما تريد أن تكونه، التجربة عارٌ والمغامرة مهزلةٌ في حقّ ما نسَجوه بأيديهم. لم كل هذه الدراما؟! ولمَ لا نستحقّ أن تًهدهدنا أياديكم عندما نبكي لا أن نُمنع من البكاء! لمَ لا يمكن لكم أن تهنّؤوا بما آلت إليه طبيعتنا واختياراتنا لا النخرُ فيها ببطءٍ حتى السقوط! لمّ لا يمكننا أن نطيرَ لما هو أبعد من سماء بلادنا! ولمَ إنْ فعلناها وتمرّدنا عوملنا كأننا خرجنا من الرحمة الأبدية للمشقّة السرمدية! لمَ نُعامل بالخطيئة ولا نعامل بالرأفة!
إنّ آدم وحواء خرجوا من الجنّة يوماً، وكانت تلك أول وآخر مرةٍ يمكنني أن أسمّي فيها أي خطأ " بخطأ لا رجعةَ " فيه. إن كنّا قد نزلنا من الجنّة فماذا بعدُ! يمكننا التراجع دائماً، أو هكذا أظن.
ها نحنُ ذا، نطير بآذاننا الكبيرة بين أعداد هائلة من الفِيلة اللطيفة التي ثبتت أقدامها في الطين، لكنّنا فضلنا أن نداعب بآذاننا الكبيرة أحضان الغيوم، نحنُ نطير لا لأننا نملك أجنحة قويّة وعيون حادّة، نحنُ نطير لأننا شديدو الخفّة، لا نجد لنا في الأرض متسّع وثمّة ريشة ترتبط بأذهاننا كلما بادرنا بالحياة.
أنتَ زائلٌ لا محالة، ككل ما زار الأرض وككل ما سيزور، لكن لو زال الجميع هكذا كإنهم لم يمرّوا يوماً لما كنتَ أنتَ أصلاً! وككل ما كان قبلك، هناك فرصة منبثقة من رحم الصراع تحتّم عليك أن تواجه، أن تتحلى بالشجاعة وألا تخف، لكنّ كلام المانشتات والشعارات -الذي أكتبه الآن- على رغم مصداقيته لا يستمر بذات التوهّج، لا لإنّه ضعيف كشمعةٌ، بل لأنّه البركان، يهدأُ سنيناً، لكنّه ينبعثُ في ثانية! لذا إذا أردتَ أن تزولَ زُل،إذا أردتُ أن تزور الدنيا في هدوءٍ فزُر، لا بأس، أنت اخترت ذلك، لكن عندما يُوجدِ الآخرون، لا تحاربهم، دعهم، إنهم لا يريدون الزوال الآن، يريدون أن يستخدموا آذانهم الكبيرة كفيل dumbo للطيران لا للتنصّت على الموت، لم يرفعوا سيفاً ولم يقتلوا حلماً، كانو فقط هم. وكنت أنتَ أنتَ.
معادلةٌ بسيطة. معادلةٌ تجعل الهبوط على المريخ أسهل من تحقيقها.
-
لمن أراد أن يستمع لتجربتي الصوتيّة التي أدّيت فيها تدوينة اليوم السادس ( نقطة تفتيش جديدة: لغة برايل):
https://soundcloud.com/asmaa-elsherbiny/z3y1fioh8bld
-
40/365
تعليقات
إرسال تعليق