46: النفس ونفسها: حوار

- ليسَ جُرماً أن تنتحي بنفسك عن التعليق عمّا يدور حولك. أحداثٌ كبيرة قد تصيبك بالخرس لا خوفاً بل عجزاً.
--  العجز على كل الأحوال نوعٌ من الخوف.
- العجز هو قلة الحيلة، أن " يُغلب حِمارك ".
-- من " غُلب حماره " مرةً خاف من أن يُغلب باقي حميره.
- من " غُلب حماره " سيحمي باقي حميره.
-- وممّ تنبع الحماية؟
- من الحب.
-- وماذا يفعل الحبّ بالإنسان؟
- يصيبه بالجنون.
-- ممَّ؟
- من أن يخسر محبّه.
-- أليست الخسارةُ خوف؟
- بل خوف، أعظم خوف!
-- ومن ذُعر من خسارة خليله، حماه.
- كأنه ضلعُه.
-- حماه واحتمى به لأنّه منه.
- وإن لم يستطع حمايته؟

-- سيكون أسير العجز.
- ستقضمه المخاوف واحدةً تلو الأخرى.
-- سيذوب كالثلج في كأس الخوف الممتلئة.
- سيكون العجز خوفه.
-- سينتحي بنفسه عن التعليق عمّا يدور حوله.
- خوفاً وعجزاً.

-

46/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا