47: خطوط عرضية: " الحمدلله "
مُداخلاتٌ يوميّة، هذا ما يحمله لك القدر، وفي القصة ما يكفي من السخرية للحدّ الذي سميت به تلك المفاجئات: سخرية القدر.
بإمكانك أن تخطط وتضع قواعدك ومواقيتك، سأخرج في تمام الرابعة، سأصل في السادسة والنصف، سأدفع عشر جنيهات هنا، سأدفع عشروناً هناك، سأعود في العاشرة، سأمر قبلها على البقال لأشتري حاجات ضرورية بكذا، وسأميّل على الصيدلية لأشتري دواء أختي بكذا، سأكون في الشقة في تمام الحادية عشر تماماً.
ماذا يحدث لتلك الخطة عادةً؟ لا شيء يحدثُ في تمام الساعة التي قررتها.
خطوط عرضية -على الأغلب سوداء - تقسم صفحة يومك في المنتصف، فما منك إلا أن تقول الجملة التي تعلمتها إمّا بالتوجيه أو بالمماثلة: الحمدلله.
والحقيقة أنها تزيح من ثقل سخرية القدر قليلاً، فتشعر أنه لا بدّ لك أن تستصغر المأساة، وأن تتمالك نفسك لتعيد ترتيب الخطة المهدرة، وأن تتجاوز ما سقط منك دون أن تختلجك الحسرة والأسى.
الحمدلله. الحمدلله ولكن على مستوىً من الواقعية والضعف الإنسانيّ فإنّها لا تكفي أحياناً لمساعدتك على إدراك ما يجود به القدر، الذي -لحسن الحظّ ولسوئه- تمتلئ جُعبته بكل ما يخطر وما لا يخطر على بال. أحياناً لا تُسعفك " الحمدلله " السريعة الخاطفة بعد مخالفة مرورية أو توبيخ من مديرك أو عندما يشتدّ عليك دور برد بسيط، لكنّها ستردّ لك الجميل بعد حين، ستنتفضُ لك، وتربّت على كتفك وتخبرك أنْ لا بأس عزيزي الإنسان، اهدأ الآن.
فتهدأُ بحقّ ،تقول الحمدلله ،تستدرك الخطة محاولاً إنقاذها. وتستمرّ سخرية القدر كذلك.
-
47/365
بإمكانك أن تخطط وتضع قواعدك ومواقيتك، سأخرج في تمام الرابعة، سأصل في السادسة والنصف، سأدفع عشر جنيهات هنا، سأدفع عشروناً هناك، سأعود في العاشرة، سأمر قبلها على البقال لأشتري حاجات ضرورية بكذا، وسأميّل على الصيدلية لأشتري دواء أختي بكذا، سأكون في الشقة في تمام الحادية عشر تماماً.
ماذا يحدث لتلك الخطة عادةً؟ لا شيء يحدثُ في تمام الساعة التي قررتها.
خطوط عرضية -على الأغلب سوداء - تقسم صفحة يومك في المنتصف، فما منك إلا أن تقول الجملة التي تعلمتها إمّا بالتوجيه أو بالمماثلة: الحمدلله.
والحقيقة أنها تزيح من ثقل سخرية القدر قليلاً، فتشعر أنه لا بدّ لك أن تستصغر المأساة، وأن تتمالك نفسك لتعيد ترتيب الخطة المهدرة، وأن تتجاوز ما سقط منك دون أن تختلجك الحسرة والأسى.
الحمدلله. الحمدلله ولكن على مستوىً من الواقعية والضعف الإنسانيّ فإنّها لا تكفي أحياناً لمساعدتك على إدراك ما يجود به القدر، الذي -لحسن الحظّ ولسوئه- تمتلئ جُعبته بكل ما يخطر وما لا يخطر على بال. أحياناً لا تُسعفك " الحمدلله " السريعة الخاطفة بعد مخالفة مرورية أو توبيخ من مديرك أو عندما يشتدّ عليك دور برد بسيط، لكنّها ستردّ لك الجميل بعد حين، ستنتفضُ لك، وتربّت على كتفك وتخبرك أنْ لا بأس عزيزي الإنسان، اهدأ الآن.
فتهدأُ بحقّ ،تقول الحمدلله ،تستدرك الخطة محاولاً إنقاذها. وتستمرّ سخرية القدر كذلك.
-
47/365
تعليقات
إرسال تعليق