56: طريقٌ طويلة ويومٌ حافل

لتأخير مدونة الليلة أسباب، أولها عُرس صديقتي العزيزة وثانيها طريقٌ طويلةٌ للوصول.

وفي هذا اليوم تجربتان فريدتان، بدايتهما أنْ شهدت فرحة صديقتي اللي تنال من اسمها حظّاً، وهي چود. وهي في الجود العطاءِ، سيّدة. أكتب هذا عنها لأنني أعرف أنها لن تقرؤه وأنّ العربية عندها ليست لغتها السلسة، لكن، أحبّ أن تبدو لكم چود كما تراها عيناي، كأنها نعمةٌ سماوية أو محبّة مُهداة. ورؤيتها اليوم، تطلّ بفستانها الأبيض، ذكّرني بذلك الجزء الكلاسيكي الذي لم أتخلص منه بعد والذي ينكز قلبي سعادةً كلما رأيت صديقةً في فستانها. رؤيتها وهي تدخل القاعة كملاك رقيق نزل على الحاضرين من السماء، وراح ينشر البهاء على الجميع، أنساني طول الطريق وأخذني لهذه اللحظة تماماً حتى دمعت عيناي.

أما تجربتي الثانية، فلتشهدوا أنّ رحلة اليوم للعرس كانت مرّتي الأولى لسياقة مسافات طويلة المدى -أو ما يسمّى بـ long road trip - هكذا يبدو وقع الكلمة بالإنجليزية أكثر متعةً على الأغلب. ناولتني أختي الشاي وأخذنا الحديث في الحياة، نقرمش الشيبسي ونبلع أحزاننا ونتشارك ضحكنا سويّة.
وانتهت الساعتان في الإياب إلى دقائق تماماً كما انتهت في الذهاب.

أشعر الآن بعد أن وصلت البيت وبدأت أمدد قدماي المنهكة على الأريكة، بكل الخدر الذي يصيب جسدي، وأشعر أن سعادة تنتابني لصديقتي، التي بعد اليوم ستكون زوجة الرجل الذي لا طالما أحبّها وأحبّته.


-


56/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا