31: عوامل التعرية: اختيارات شخصية
كيف يغدو الإنسان شديد الإنغلاق على نفسه للحدّ الذي يجعل إفصاحه عن ما يؤرق نومه ويمنع راحته، بهذا الثقل؟! كيف تحَوْل أمورٌ عاديةٌ تماماً إلى المستحيل؟!
إنها صفاتٌ تخدعك طوال حياتك، فتجعلك تظنّ أن الإتّسام بها غريزيّ يبدأ بولادتك، لكنّها في حقيقة الأمر صفاتك المكتسبة،هي عوامل التعرية التي تشكّل في الصخور هيئاتها، والتي تأكل من جسد الصحراء والجبال حتى تصقلهم لشكلهم الأخير. إنّها صفاتك التي تجعلك قادراً على مواجهة الرياح، فحاول أن تصمد!
ما الذي يحدث إذاً؟ إنّها الدنيا التي تستطيع تلقيحك بها، فتغدو المقاومة ضدّ الحديث بسلاسة أو الإنفتاح للآدميين أمراً نادر الحدوث، وغالباً ما تحتاج أن تعالجه سريعاً لأنّه سينتهي بك نحو الهاوية. "شريط أنتي-بني آدميين وهتبقى فلّ "
ولأن صاحبة هذه المدوّنة التي تتربع خلف الشاشة على سريرها، تفكّر في مدى مصداقيّة هذي الكلمات على حياتها، فإنّها تريد أن تواجههكم بحقيقة تؤمن بها، إنّ -غالبية- ما نعايشه هو اختيارنا، وإن فكّرنا مليّاً في الكثير من الأحداث والإنكسارات المتتالية سنجد أنّنا واجهنا اختياراً خفيّاً في منعطف ما، رأيناه وعرفناه لكننا أبينا أن نختاره، إما لوهن في القلب أو شكّ في العقل لردائة القرار، وهذا سيرفع العتب عن الدنيا التي لم تختر لنا مصلاً " أصفراً " لا نعرف ماهيته ولا جودته، وإنما اختارت لنا ما نعرف على الأقل نصف تركيبته، رأيناه بأمّ أعيننا وأدركناه، إن لم نكن بالفعل على دراية بتركيبته كاملة.
إن زرت غداً بلداً بعيداً -عزيزي الكتوم المكلوم- فإنك ستحدّث الأشجار عن حكاياك، وستتعرف على الغرباء في الشارع وستحبّ تناول وجبة العشاء مع سكان المدينة الطيبون ، المدينة التي تنأى بعيداً عن كل ما تعرفه، ستقف بطيب خاطر لتلتقط صورهم وتستمع للغتهم التي تعزف على مسامعك كلمة واحدة مكررة، ولن أستبعد أبداً أن تتحول لقطّ أليف ترسل قبلاتك وأحضانك الدافئة للجميع.
الثقل ليس ثقل أسرارك ولا ثقل الناس، الثقل أنها أسرار لا يجب أن يتعرف عليها ناسُك أنتَ، بل هي أسرار وحكايا حولهم هم، لذا كيف ستغدو مشاركتها سوى إعلان ثالث لحرب عالمية في كيانك؟!
تخيّل معي رجاءً، أغلق عينيكَ المرهقتين وتخيّل.
إذاً لأكون شجاعة كفاية، وليتوقف دور الضحية عن " اللعب في عبّ " القارئ والكاتبة على حدّ سواء، معظم عوامل التعرية خرجت من دواخلنا لتمتزج برياح الدنيا العاتية، لتعود إلينا في نهاية الأمر. وفي هذا الأمر من العزاء الشيء الكثير، لأَنْ تعلم أنك اخترتَ أموراً مرّت عليك مرور سكرات الموت ونجوت منها واقفاً هادئاً على قدميك، تتشرّب دموعك كالإسفنجة، وتمارس زهوك كالأقحوان في قلب الربيع لهو أمرٌ شديد العذوبة والقوة.
" الخوف لا يمنع الموت ولكنّه يمنع الحياة. "
-
كل عام والدنيا كلّها بخير بمناسبة العيد ما عدا مصر المسكينة :)
-
31/365
إنها صفاتٌ تخدعك طوال حياتك، فتجعلك تظنّ أن الإتّسام بها غريزيّ يبدأ بولادتك، لكنّها في حقيقة الأمر صفاتك المكتسبة،هي عوامل التعرية التي تشكّل في الصخور هيئاتها، والتي تأكل من جسد الصحراء والجبال حتى تصقلهم لشكلهم الأخير. إنّها صفاتك التي تجعلك قادراً على مواجهة الرياح، فحاول أن تصمد!
ما الذي يحدث إذاً؟ إنّها الدنيا التي تستطيع تلقيحك بها، فتغدو المقاومة ضدّ الحديث بسلاسة أو الإنفتاح للآدميين أمراً نادر الحدوث، وغالباً ما تحتاج أن تعالجه سريعاً لأنّه سينتهي بك نحو الهاوية. "شريط أنتي-بني آدميين وهتبقى فلّ "
ولأن صاحبة هذه المدوّنة التي تتربع خلف الشاشة على سريرها، تفكّر في مدى مصداقيّة هذي الكلمات على حياتها، فإنّها تريد أن تواجههكم بحقيقة تؤمن بها، إنّ -غالبية- ما نعايشه هو اختيارنا، وإن فكّرنا مليّاً في الكثير من الأحداث والإنكسارات المتتالية سنجد أنّنا واجهنا اختياراً خفيّاً في منعطف ما، رأيناه وعرفناه لكننا أبينا أن نختاره، إما لوهن في القلب أو شكّ في العقل لردائة القرار، وهذا سيرفع العتب عن الدنيا التي لم تختر لنا مصلاً " أصفراً " لا نعرف ماهيته ولا جودته، وإنما اختارت لنا ما نعرف على الأقل نصف تركيبته، رأيناه بأمّ أعيننا وأدركناه، إن لم نكن بالفعل على دراية بتركيبته كاملة.
إن زرت غداً بلداً بعيداً -عزيزي الكتوم المكلوم- فإنك ستحدّث الأشجار عن حكاياك، وستتعرف على الغرباء في الشارع وستحبّ تناول وجبة العشاء مع سكان المدينة الطيبون ، المدينة التي تنأى بعيداً عن كل ما تعرفه، ستقف بطيب خاطر لتلتقط صورهم وتستمع للغتهم التي تعزف على مسامعك كلمة واحدة مكررة، ولن أستبعد أبداً أن تتحول لقطّ أليف ترسل قبلاتك وأحضانك الدافئة للجميع.
الثقل ليس ثقل أسرارك ولا ثقل الناس، الثقل أنها أسرار لا يجب أن يتعرف عليها ناسُك أنتَ، بل هي أسرار وحكايا حولهم هم، لذا كيف ستغدو مشاركتها سوى إعلان ثالث لحرب عالمية في كيانك؟!
تخيّل معي رجاءً، أغلق عينيكَ المرهقتين وتخيّل.
إذاً لأكون شجاعة كفاية، وليتوقف دور الضحية عن " اللعب في عبّ " القارئ والكاتبة على حدّ سواء، معظم عوامل التعرية خرجت من دواخلنا لتمتزج برياح الدنيا العاتية، لتعود إلينا في نهاية الأمر. وفي هذا الأمر من العزاء الشيء الكثير، لأَنْ تعلم أنك اخترتَ أموراً مرّت عليك مرور سكرات الموت ونجوت منها واقفاً هادئاً على قدميك، تتشرّب دموعك كالإسفنجة، وتمارس زهوك كالأقحوان في قلب الربيع لهو أمرٌ شديد العذوبة والقوة.
" الخوف لا يمنع الموت ولكنّه يمنع الحياة. "
-
كل عام والدنيا كلّها بخير بمناسبة العيد ما عدا مصر المسكينة :)
-
31/365
النهاردة 1 أغسطس 2022 و بشكل عشوائي من أقل من خمس ساعات قولت لصاحبتي جملة نجيب بتاعت الخوف لا يمنع الموت، أنا حفت المدونة دي عندي في النوت و هرجع لها كتير :)
ردحذف