33: صباح يوم العيد: ماضٍ وهويّة
كلّ ما نقوم به في العيد، الأشياء التي مللنا إعادتها، والمسرحيات التي حفظناها عن ظهر قلب حتى بتنا نسمع صوت ضحك الجمهور قبل أن يضحك حتّى، لمّة العائلة بعد صلاة العيد، إحساس الذنب الذي ما يلبث أن يتلاشى سريعاً بعد أن ترتشف رشفتك الأولى من الماء بعد الفجر، كل أفعالك المكررة الساذجة تلك ما هي إلّا عاداتك التي تجعل لك ماضٍ رقيق.
نسعى لتجديد أمور حياتنا جميعها لأننا نسعى نحو الأفضل، لكن أحياناً هذا الملل الجميل يكون ملاذنا، إنّه في الحقيقة جزء من كينوتنا، إنّه تماماً ما ننتمي إليه، وستتفاجؤ أنّ بتغييره ستغيّر نفسك دون أن تدري!
الأمر يشبه المصادمة المجتمعية التي يقابلها من ترك بلاده وهرب لبلادٍ ما في الغرب، سيجد أن ما اعتاده وائتلفه بينه وبين أسرته وناسه تغيّر تماماً، قد يتغيّر نحو الأفضل، بل نحو المثالي، لكنه لا يجد لهذا التغيير قناعاً في خزانته يمكن أن يضعه بسهولة، فيصبح بلا وجه.
ويغدو الأمر صراعاً دائماً، حتى يدركُ أن الملل والتكرار الذي كان في حياته إنما هو حنينه، وأن هواجس جعله " أكثر شياكةً" باءت بالفشل حتى انتقصت من صدقة وجعلته " اللاشيء ".
وأفكّر ما المميز في كوب الشاي باللبن في صباح العيد؟ وما الذي يجعل مسرحيّة العيال كبرت أيقونته؟ ومن أين لنا أن نعايش صباح العيد دون أن نشعر أنه صباح ككل الصباحات وأن الغداء اليوم - على الأغلب- بواقي ونواشف؟
وتكاد الإجابة تأتيني على هيئة فيلم -inside out-، إنها أشياء ترتبط بنا، وتربطنا، وكأن لا اختيار لنا في التحكم فيها والسيطرة عليها ولا حتى تصنيفها. فنعلم أن رائحة العطر هذا تشبه رائحة الكريسماس، وأن طبخ اللحمة بهذه الوصفة يأخذنا للعيد الكبير، وأن هذه المقرمشات تذكرك بالصيف والبحر، وأن اجتماع برينجلز مع مسرحيّةٍ لهو بالطبع صباح يوم العيد.
نحنُ صنعنا عالما، خلطنا الذكريات، وخلقنا ماضٍ من أفعال معادة وساذجة ومن واقع خيالنا نحن، ولأن في الحياة أمورٌ جميلة صغيرة، كتلك السذاجات، فإننا نتمسك بها، لإنّ في تغييرها إما ضياع ماضينا وإما ضياع من نحبهم.
-
نسعى لتجديد أمور حياتنا جميعها لأننا نسعى نحو الأفضل، لكن أحياناً هذا الملل الجميل يكون ملاذنا، إنّه في الحقيقة جزء من كينوتنا، إنّه تماماً ما ننتمي إليه، وستتفاجؤ أنّ بتغييره ستغيّر نفسك دون أن تدري!
الأمر يشبه المصادمة المجتمعية التي يقابلها من ترك بلاده وهرب لبلادٍ ما في الغرب، سيجد أن ما اعتاده وائتلفه بينه وبين أسرته وناسه تغيّر تماماً، قد يتغيّر نحو الأفضل، بل نحو المثالي، لكنه لا يجد لهذا التغيير قناعاً في خزانته يمكن أن يضعه بسهولة، فيصبح بلا وجه.
ويغدو الأمر صراعاً دائماً، حتى يدركُ أن الملل والتكرار الذي كان في حياته إنما هو حنينه، وأن هواجس جعله " أكثر شياكةً" باءت بالفشل حتى انتقصت من صدقة وجعلته " اللاشيء ".
وأفكّر ما المميز في كوب الشاي باللبن في صباح العيد؟ وما الذي يجعل مسرحيّة العيال كبرت أيقونته؟ ومن أين لنا أن نعايش صباح العيد دون أن نشعر أنه صباح ككل الصباحات وأن الغداء اليوم - على الأغلب- بواقي ونواشف؟
وتكاد الإجابة تأتيني على هيئة فيلم -inside out-، إنها أشياء ترتبط بنا، وتربطنا، وكأن لا اختيار لنا في التحكم فيها والسيطرة عليها ولا حتى تصنيفها. فنعلم أن رائحة العطر هذا تشبه رائحة الكريسماس، وأن طبخ اللحمة بهذه الوصفة يأخذنا للعيد الكبير، وأن هذه المقرمشات تذكرك بالصيف والبحر، وأن اجتماع برينجلز مع مسرحيّةٍ لهو بالطبع صباح يوم العيد.
نحنُ صنعنا عالما، خلطنا الذكريات، وخلقنا ماضٍ من أفعال معادة وساذجة ومن واقع خيالنا نحن، ولأن في الحياة أمورٌ جميلة صغيرة، كتلك السذاجات، فإننا نتمسك بها، لإنّ في تغييرها إما ضياع ماضينا وإما ضياع من نحبهم.
-
33/365
https://www.youtube.com/watch?v=FZ8HH9aQ12U
ردحذف