74: سرب طيور حول ثقب أسود!

تعالوا لنتصنّع السعادة معاً، ربّما سيصيبنا جزءٌ من حقيقتها. ربّما.
أعتقدُ أنني أسجّل يومي الخامس في السكوت، لم أعدّ أعدّ الأيام صدقاً، ولا أعرف تحديداً كيف تمرّ، لكنها كلما مرت كلما ضاعفت المسافة بيني وبين الناس، وبيني وبين الباب، وقاربت بيني وبين نفسي.

أعتقدُ أن أفضل ما أقوم به الآن هو إتقاني إخفاء سكوتي، أعني بإستطاعتي أن أهمهم أو أوافق وأقول "نعم نعم"، أو "أفهمك"، أو حتى أخوض نقاشاً واسعاً لكنني رغم كل ذلك أسكت سكوتاً عميقاً إلى الداخل، كأنّني على سطح الثقب الأسود، فبالفيزياء والقوانين تراني على سطحه بينما أنا غير موجودة في الواقع، فتاتٌ ذرّي وحسب.

وبالحديث عن الثقب الأسود، أعتقد أنّ الفيزياء- التي لا طالما كرهتها- كانت ستغدو مادةً رقيقةً لو تناولها الأدباء بشكل فلسفيّ دافىء، بيد أنّهم في الأغلب يكرهون الفيزياء أيضاً، أو لا يجدون فيها شاعريّة كافية. في الحزن شاعرية كافية.

وأخشى أن تكون تدوينة اليوم ذات طابع حزين، لأنّ صاحبتها على الأغلب حزينة كذلك، وأن ينتقل هذا الحزن المتطاير من خلال شاشة الموبايل أو جهاز الكومبيوتر الخاص بك، لذا أعتذر، لأنّ الأحزان تؤازر بعضها بعضاً، تتآنس معاً كأنّها سرب طيور، تدور حول الدور، تحطّ وتطير، وتتكاثر هكذا دونما استئذان. أخشى أن تشارك حمامة أحزاني سربك دون وعيٍ منّي!

لذا، لكل الذين يميلون للصمت، محاولين صناعة عالم مُسالم، عالم لا يضجّ بالصراعات ولا بالفقدان، تعالوا لنتصنع السعادة، ربّما سيصيبنا جزء من حقيقتها. ربّما.

-

74/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا