76: أسئلةٌ وأجوبةٌ وصديقان ورضيع..
اليوم، منذ فترة طويلة جداً، أُسأل أسئلة عشوائية وثاقبة وتأتي الإجابة واضحة وشفّافة رغم ارتباكها. ولأنني أخفيتُ الكثير، جاوبت ما جاوبته بصدق هائل، كأنّها كانت ربع فرصة لأتكلم ما لا أستطيع البوح به.
لم أفوّت فرصتي لأسمع، في الحكايات مُتعة سرمديّة، فسألتُ صديقاي السؤال ذاته الذي سألاني إياه:" ما الحب؟"، فردّت: " الأمان، الإهتمام، والحنّية"، فقلت لها: " أليست الحنّية مجرد اهتمامٍ مُفرط؟"، فكّرت مليّاً ثم جاوبتني: " لا الحنّية حنينة كده، مش شبه الإهتمام" وسكتت كأنّها عجزت عن وصف الشعور، كأنّ حروفها تعثّرت أمام وصف الحنّية، لكنّها أشارت لصدرها، وراحت تحرّك كفيّها باتجاه القلب، هو شعور هنا، هنا تماماً.
أمّا الصديق -الذي هو بالمناسبة زوجها- قال وهو يحمل رضيعهما بين ذراعيه: "الراحة، إنّي أكون مرتاح"
" بس إنتَ ممكن تكون مرتاح مع ناس كتير" قلتها أنتظر الإجابة بأمل، فقال: " لأ الراحة دي بتبقى غريبة، بتبقى كاملة، بتبقى مش خايف من حاجة ومرتاح".
وقفزت في مخيّلتي بعدما انتهى التسجيل، أجوبة أخرى، أجوبة كانت تجري في متاهة عقلي تحاول الوصول، لكنّها لم تصل في الوقت المناسب. ما هذا العقل اللاهث والذكريات المتباطئة! علاقة غير متكافئة. أخبرتكم أن النسيان نعمتي، لكنني أحياناً ألعنه، كاليوم.
حاولتُ إلهاء نفسي، حاولتُ ألا أعود إلى البيت مبكّراً، وألا ألتحف بدفء في غرفتي بينما يجعل التكييف الجوّ مخادعاً. حاولتُ أن أجعل اليوم لعبة أولمبية حيث تتسلم الأحداث بعضها، تمسك بها جيداً، لتسلّمها لخط النهاية بدقة وإتقان، لأصل إلى سريري مجدداً. أريد لليوم أن ينجح في حربي ضدّ نفسي. أريد له بصدقٍ أن يفعلها.
أشكّ أنّه نجح، لكنّ غداً يوم آخر. ثمّة فرصة للنجاح على الأغلب.
-
76/365
تعليقات
إرسال تعليق