77: معادلةٌ ناتجها صفر
ثمّة معادلةٌ أبحث لها عن حلّ، لإنني كلما حُمت حولها، وجدت لها ناتجاً واحداً فقط: أئمة المساجد+ خطبة الجمعة= صفر
وهذه التدوينة ليست دينيةً وإن لامست الدين في خطوط شديدة البعد، لأنني كلما استمعتُ لخطبة الجمعة، في عدة مدنٍ في دول مختلفة شعرتُ أنني ابنة الثانية، أقف مُوبَّخةً بشدة حتى كدتُ أن أبكي عيوني، لأنني على الأغلب أخطأتُ خطئاً لا أفهمه، فيقولون لي: هتدخلي النار. هتدخلي النااااار.
لماذا، وأبحث صدقاً عن إجابة، تصرخُ الأئمة على المنابر في خطبة الجمعة؟ لماذا تصرخ الأئمة أصلاً؟ لماذا لا أفهم كلمة مما يقولون؟ ليس لصعوبةٍ في اللغة، ولا لعجائبية في الطرح - رغم حدوثه أحياناً- ولا لتسييس الخطبة -رغم بشاعة الفكرة-، ولكنني لا أفهم، ثمة رجلٌ يصرخ في وجهي لمدّة نصف ساعة أو أقلّ، أعني أقلّ بكثير، ويعتقد بهذا أنني اتعظّتُ وتركت " المعااااااااصي"، صدقاً!
وأدرك أن أغلب الأئمة والشيوخ وأصحاب الحناجر الديّنة لا يقرؤون هذه المدوّنة لكنّ احتمالية أن يقرأها أحدهم يوماً ليس صفراً، لذا أرجوكم، كفى صُراخاً، فالطفل الساكن داخل كل شخص فينا، بات يرهبكم، ولم تعد لغتكم لغةً متداولة بين أفئدتهم، وإن ظننتم أن قوةً كتلك التي تصمّون بها آذاننا ستسير بكم نحو الجنّة، فلا أدري إن كانت ستسير بنا نحن نحو أية نهاية مشرقة.
ولأرفع عنكم الحرج، نحن أصبحنا من ذووي التعليم الذاتي، نقرأ ما نقرأ ونتعلم ما نتعلم ونبحث عن كل ما يصادفنا حتى نصل لما تطمئن له قلوبنا، فإن رغبتم في سماعنا، فاسكتوا قليلاً لتسمعوا، وإن رغبتم في إتمام صراخكم، فلا تتوانوا، نحنُ لم نعدُ نسمع صراخاً.
وأقول عسى أن ينتهي الأمر بمعادلةٍ ناتجها ليس صفراً، عسى أن أفهم يوماً خطبة جمعة وأشعر أن كلمةً فيها ارتطمت بفؤادي، عسى!
-
77/365
تعليقات
إرسال تعليق