79: عامٌ على " النقرة "


في أيامك الحافلة، الصاخبة، المزدحمة، تعود إلى سريرك تستجدي النوم ليزورك لكنّه لا يأتي، وعلى رغم التعب والإنهاك وفقدان السيطرة التام على عضلات جسمك، إلا أن ثمة انتشاءً غريباً يرتفع لدماغك مع ارتفاع الأدرينالين الذي يرافق لحظة إسدال السيتار وإطفاء أنوار المسرح جميعها.

ما اليوم؟ اليوم هو اليوم ذاته لكن من سنةٍ ماضية، ثلاثمئةٍ وخمسة وستون نهاراً مضت على هذا اليوم، وكمْ هي أيام قليلة في حياتك التي تكون الحياة بعدها ليست كالحياة قبلها. كان هذا اليوم إحداها.

" نقرة " واحدة قد تغيّر نظرتك للحياة. نقرة واحدة قد تغيّر حياتك، نقرة واحدة قد تحمل لك من الحلاوة والمرارة  ما يجعل كأساً واحداً منها قادراً على إغراقك في سعادة مؤقتة متى اختفت غرقت في وحدةٍ مرهقة.

في الصيف الماضي، كان جسدي يعجّ بالحياة، فتاةٌ تريد أن تمشي وتمشي وتمشي وتركض وتطير، لا بال مشغول ولا حزن قابع في الذاكرة، تريد أن تنشر طاقة وسعادة، فتنشر الطاقة والسعادة نفسيهما من خلالها، تريد أن تكون هي كما اعتادت. لكن. نقرة واحدة قادرة على تغيير حياتك.

في الصيف الحالي، في هذا الحاضر الغريب، أجد أنني مُثقلة، وأنّ بكاءً متكدّساً في صدري يمنع عنّي سهولة التنفّس، وأنّ رغبتي في الخروج من باب البيت تتضاءل كلما أشرقت شمس جديدة، وأن النوم، جرعة سحريّة لتستبدل الكوكايين في الهروب من الحياة، وأن الحياة أضحت علقماً لا يُستساغ. لكن. نقرة واحدة قادرة على تغيير حياتك،
 فأين هي نقرتي؟!

-

79/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا