100: العيد: " كلمتين بس وأقفل"
قدرة ماما العجائبية على مهاتفة الأقارب والأصدقاء في العيد تدهشني، بينما أجلس بجانبها أقرأ كتاباً أو أتناول الكعك وأحتسي النيسكافيه بكل هدوء لأنأى عن الناس.
ماما تمتازُ بإنخراطها الغير مفهوم في العالم، يُمكنها أن تكون سيدة المهام جميعها، يمكنها أن تهاتف إحداهنّ لساعات بينما كانت تستهل المكالمة على عُجالة بجملة: " مش هطول عليك، كلمتين وأقفل علطول"، ثم تتسلسل الكلمات وتترابط كالخيوط في السجاد، وتستمر ال" كلمتين" حتى ينتهي المعجم ويجفّ نبعه، ويمكنها ألا تفعل كل هذا وتستند على سريرها لتشدّ أطراف الحديث معي ولو مشاكسةً.
والله تصيبني الدهشة من أمي مروراً بجدتي وحماة أختي وخالاتي، اللواتي يضاعفن عمري ضعفاً أو ضعفين، ومع ذلك ما زلن يملكن طاقة للحديث في الهاتف وللزيارات المنزلية والعزاءات المتكررة والأفراح المنبثقة من رحم الصيف، وأنا، ابنة العشرين النشطة المُقبلة على الحياة، والتي تملك رغبةً عظمى تجاه البشر والعالم- أو هكذا يُملي عليّ عمري- تنزوي في العيد، وتركض لاهثةً خلف البقع الهادئة في المطاعم والمقاهي وحتى في أركان المنزل.
وإن آفتي هذه لا تعني بأنني لا أحبكم، أنا أعايدكم بقلبي، أو بكسلي، لا يهم، المهم أنني بكامل فؤادي أتمنّى لكم عيداً جميلاً لذيذاً رائقاً وعلى هواكم، لكنْ إن تمنّيتم معايدة تليفونية حارة، فهاتفوا أمي، ستهديكم معايدة وساعات من الكلام والونس.
عيدكم سعيد..
-
ماما تمتازُ بإنخراطها الغير مفهوم في العالم، يُمكنها أن تكون سيدة المهام جميعها، يمكنها أن تهاتف إحداهنّ لساعات بينما كانت تستهل المكالمة على عُجالة بجملة: " مش هطول عليك، كلمتين وأقفل علطول"، ثم تتسلسل الكلمات وتترابط كالخيوط في السجاد، وتستمر ال" كلمتين" حتى ينتهي المعجم ويجفّ نبعه، ويمكنها ألا تفعل كل هذا وتستند على سريرها لتشدّ أطراف الحديث معي ولو مشاكسةً.
والله تصيبني الدهشة من أمي مروراً بجدتي وحماة أختي وخالاتي، اللواتي يضاعفن عمري ضعفاً أو ضعفين، ومع ذلك ما زلن يملكن طاقة للحديث في الهاتف وللزيارات المنزلية والعزاءات المتكررة والأفراح المنبثقة من رحم الصيف، وأنا، ابنة العشرين النشطة المُقبلة على الحياة، والتي تملك رغبةً عظمى تجاه البشر والعالم- أو هكذا يُملي عليّ عمري- تنزوي في العيد، وتركض لاهثةً خلف البقع الهادئة في المطاعم والمقاهي وحتى في أركان المنزل.
وإن آفتي هذه لا تعني بأنني لا أحبكم، أنا أعايدكم بقلبي، أو بكسلي، لا يهم، المهم أنني بكامل فؤادي أتمنّى لكم عيداً جميلاً لذيذاً رائقاً وعلى هواكم، لكنْ إن تمنّيتم معايدة تليفونية حارة، فهاتفوا أمي، ستهديكم معايدة وساعات من الكلام والونس.
عيدكم سعيد..
-
100/365
الله 💖💖 كلماتك حلوه و لغتك العربيه فصيحه 💕💕 اوعي تبطلي كتابه ف يوم .. و من كتر إعجابي بكلماتك ممكن أسألك بتقرأي لمين بشكل متكرر؟ او بمعنى تاني مين الكاتب الي بتحبي تقرأي له كل اعمال؟ .. دامت ايامك كلها عيد 🎈
ردحذفشكراً على هذا الكمّ الكبير من اللطف :")
حذفأنا مش قارئة نهِمة صراحةً، لكن عشان أتشجّع على القراءة بنهم بتفرج على دودة كتب على يوتيوب
أما عن قراءاتي، فأنا من عشّاق رضوى عاشور صراحةً، قرأت كل أعمالها تقريباً. مفضّلاتي ليها ثلاثية غرناة وأثقل من رضوى.
أما اللي قرأته مؤخراً وعجبني، سيدات القمر لجوخة الحارثي، العائش في الحقيقة لنجيب محفوظ. دول اللي متذكراهم
لكن أنا موجودة على Goodreads: Asma Elsherbiny