101: في صحّة سعادة الأصدقاء..

إن كوب الشاي الذي يتدلل إليك بعد يوم طويل وحارّ وممتلىء، أرقّ من قبلة الجبين. وإنّ رؤية الأخلّاء القريبين من الفؤاد، يتغنّجون ويرقصون بفستانٍ أبيضٍ وبدلة سوداء راقية، يبعثُ في القلب الأمل كأنْ لا يأس يُعشش في النفس منذ سنين.

تغرورق عينايَ لكنني عادةً ما أحاول أن أداريها، لحظة الضعف الناعمة تلك لا يجب أن تشبهني، لكنني أحياناً أستسلمُ لها، لأنّ الحبّ يبدو قوّياً في أثواب الآخرين، ويبدو ناعماً ويشبهني.

ما هي المسافة التي يمكن تُقطع من أجل الأصدقاء؟ كبيرةٌ، خصيصاً إن كانت لرؤية ابتساماتهم العريضة الصادقة، رقصاتهم وعنفوانهم وسعادتهم الحقيقية، بهاؤهم الكامل التامّ، وهم يتمخترون على السلالم، تحمل هي طرف فستانها ويحمل هو قلبه على كفيّه.

ما السعادة التي يمكن أن يجلبها الأصدقاء؟ هائلة، كأنّك قد دسست يدكَ في مياه الدوش المحبوسة فغدت كأنها مياه المحيط الهادرة.

ما الدموع التي يمكن أن تُفدى لعيون الأصدقاء؟ أمطار، في الفرح قبل الحزن، وفي المؤازرة قبل المؤانسة. إنّ من قال " دي دموع الفرح" لم يكذب، لأنّه عرف أن الدموع وسيلةٌ لتقديم السعادة كما هي في الحزن.

لأجل الأصدقاء الحقيقين، يمكننا القيام بالكثير والهائل والمبالغ فيه. وإنّ كوبَ الشاي هذا كما الأصدقاء، وفيّ، حاضرٌ وحنون.

-

101/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا