102: على قيد " المحاولة "..

" إنّ الإنسان إن لم يكن على قيد الحياة أو على قيد الموت، فهو على قيد مشنقة، كالحبّ بائس. أنا على قيد حبّ بائس " قالتها وهي تنظر بعيداً، لأبعد نقطة يمكن أن تتلاقى فيها عينانا، "أنا على قيد حبّ بائس يا عزيزتي ".

وإنّ الحياة اللعينة التي تلعب بمحاولات الإنسان المستميتة للشفاء لعبة أفعوانية غير متوقعّة، تجعله مهدّداً، أو تحديداً، تجعل محاولاته للشفاء أو قلع شظايا حبّ قديم، مهمّة عصيبة تحتاج لصبر أيوب أو صمود يسوع المسيح على الصليب. 

نحاول. هذه الكلمة التي نكررها دائماً كلما مشينا خطوةً أو باعاً أو حتى أميالَ في هذه الحياة. نحاول. وكأن الحياة مجموعة متتابعة من المحاولات ليس إلا. نحاول، لكي نصل للحلم. نحاول، لكي نتشارك المخدّة مع من نحبّ. نحاول، لكي نبني مساحةً تشبهنا. نحاول، ألّا ينتصر علينا الإكتئاب. نحاول، ألّا نتعرض للمهانة أو كشف الستر. نحاول، أن نُحَب كما نحن ومع ذلك نظلّ نحنُ نسخةً أجمل عن أنفسنا. نحاول، ألّا تبلعنا الرذيلة. نحاول، أن نضمّ الفضيلة. نحاول، ونحاول ونحاول ونحاول. حتى النهاية. لكن، كيف تحاول هي مع حبّ -بائس-؟! هي لا تملك أملاً تعول عليه، ولا تملك خاتمةً تتكئ إليها، هي تملك حبّاً بائساً لا نهاية له، حتى إن انتهى.

 مقابل كل كسر، ثمّة سعّة في القلب لترميمه، مقابل كل حبّ، ثمّة طاقةٌ من عمق الروح تُستهلك لكنّها تُختزل، مّقابل كل الخدود الجافّة، ثمّة قبلة دافئةٌ على الجبين. وعلى الأغلب، مقابل كل حبّ بائس، ثمّة حبّ سعيد ينتظر. نظرت لها حتى وهي تُبعد هاتين البؤبؤتين الحزينتين عني: " ثمّة حبّ سعيد ينتظر يا عزيزتي ".

-

102/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا