104: احملني معك أيّها الزمن ..

أُفضّل أن أعايش التجارب بدلاً من مشاهدتها عن بعد، وأن أنغمس فيها حتى وإن كانت وحلاً مدقعاً طالما رأيتُ فيها وردة واحدة مُزهرة. أُفضّل أن أُخطئ وأتعلّم، أنكسر وأترمم، على أن يُلقنني أحدٌ الصواب والخطأ وكيف يجب أن يُفعل هذا ويُقال ذاك.

أندم، أندم نادراً، لكنني أندم عندما أتذّكر كل المراتِ التي كان يجب عليّ أن أستسلم فيها للتجربة وأن أخوضها، بل وأن أتحدى كل الرفض والتعنّت لكي أطوّع الوقت، ولكي تتوقف عقارب الساعة قليلاً على عتبة داري لتحملني على أكتافها قبل أن تدور في حركات دائرية سريعة ومجنونة بدلاً من أن أكون خارجها، أعي دورانها فقط عندما تتوقف بينما يكون الزمن كان سار وطار بالفعل.

أقول كمواساةٍ للنفس، أنّ الندم خدعةٌ لأنّ كل شيء بمقدار، وهذا المقدار كان مقداري، كان يجب أن يتأخرّ زمني، كان يجب أن يعترض طريقي ما اعترضه، وكان يجب أن أخنع له. أقول هذا أحياناً فأصدقه، وأحياناً، لا أصدّقه، كإنّه تربيتة مُفاجئة من كفّ صغير أراد طمأنتك لا لاحتمالية أمل في نجاح الأمور بل كمحاولةٍ لتخفيف حزن فشلها.

كان لزاماً عليّ أن استمع لصوت قلبي، وأن انحاز لصفّ التجربة، وألّا أخاف، وأن أبدأ، قبل هذي السنين بسنين، لأنني الآن، على بعد شهرين من الخامسة والعشرين، أبدأُ ما زلت فيما كان يجب أن أكون قد بدأته بالفعل. لكن، ماذا إن كان هذا الندم تجربة بحدّ ذاته، أعني هذا التأخير والخوف والتباطؤ جزءٌ من التجربة، أليس هذا مُحتملاً؟! لا أدري.

-

104/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا