106: هل للحاضر أصالة؟!
لماذا ونحن أولاد القرن الواحد والعشرون، نلجأُ لحلول قديمة ومفاتيح صَدأة؟! هل يسير بنا الزمان لنظلّ واقفين في البقعة ذاتها التي انزلقت فيها رؤوسنا للمرة الأولى وكأننا نسير عبثاً؟! وهل يجب أن نلجأ للمسابير ذاتها بينما أوجد العالم طرقاً مُختصرة وأكثر فعّالية للوصول للبّ الحياة والحبّ؟!
لمَ، ويثير هذا التساؤل حفيظتي بحقّ، نُعامل عقولنا بكل هذا القِدَم، ونفترض مجازاً أنّ الآخرين ما زالوا هناك، في ذاك العالم القديم، لمَ لا يتجرأُ أحدٌ على خرق هذه القواعد المهترئة بصوتٍ ثابت، ولم إن تجرّأ أحدهم يخافُ ألا يسمعه أحد؟!
ورغم عشقي لكل ما يحمل عبق التاريخ والأبيض والأسود والفساتين القصيرة المنقّطة بقبّعاتها الملكية ذي الأوشحة التي تشبه الشبك، نقاشات الناس ما بين " يا هانم" و" أفندينا"، الرسائل البريدية وأصوات شرائط الكاسيت التي كانت تحاول بكامل دفئها أن تتحدى الضوضاء والشوشرة، العائلة والجدّات والزغاريد والحكاوي، إلا أنني لا أجد مواكبة العالم شئ خادشٌ للأصالة ولا مهينٌ لكل هذا الماضي الجميل. ثمّة أصالة في الحاضر والجديد كذلك.
-
106/365
-
106/365
تعليقات
إرسال تعليق