107: خاطرة ليلية..

النوم أقوى من السُكر، خمرٌ فلا سلطان عليه ولا حكم. ولأنّ اليوم كان طويلاً وحافلاً بل متكدّساً، أشعر أنني واقعة تحتُ تأثير هذا السُكر المرهِق، لدرجة أن الكتابة الآن بعينين مفتوحتين وتركيز شبه كاملٍ أمرٌ شِبه مستحيل.

إنّ ما يجعل تجربة الكتابة هذه أمراً استثنائياً بالنسبة لي، هي هذه الليالي، التي أتواجه فيها وجهاً لوجه مع قدرتي على الإلتزام والإستمرار، واستكمال مسيرة بدأتها أنا بلا رقيبٍ ولا والي، مجرّد رغبة في شيء أحبّه مذ عرفت الحبّ. 

و مهما كان الظرف والمكان ومهما كان مقدار التعب وانعدام الطاقة وشحّ الفكرة، إلّا أن طاقةً تدبّ في الإنسان عندما يرى خطّ النهاية أمامه، ويُدرك أن الإلتزام هو أعظم ما قد يقدّمه لموهبته أو أيّاً كان ما يمتلكه، هو المسطرة التي تنظّم وتُؤطّر وتحدد وتطوّر الموهبة. إنّ الممارسة تجعل التفاصيل أكثر انسيابية، والوصول محتملاً بدلاً من أن يكون شديد البعد أو مستحيلاً.

لا أعلم تحديداً إنْ كانت الحروف اليوم مترابطة ومتشابكةً بما يكفي، والأفكار متآخية ومتساندة، نظراً لما سبقت ذكره، لكنني أردت أن أتمنّى لكم ليلةً هانئة، وغداً جديداً فارقاً في حيواتكم.

تصبحون على خير..

-


107/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا