109: سلامٌ ورضا..

إنّ العلاقات الإنسانية الإنسيابية الجميلة هي أكثر صورةٍ ماديةٍ من لحم ودمّ يمكن أن تعبّر عن السلام. السلامُ الذي يجعل الكون حتى وإن كان غارقاً في الحروب، طفلاً وديعاً.

عندما سُئلت في إحدى جمعاتنا الرمضانية القليلة: " إمتى هتكوني راضية عن حياتك؟" فقلتُ بعد تفكير ومحاولاتٍ لكبت الكبرياء الجامح: " لمّا أستقرّ عاطفيّاً". وإن إدراكي واحترامي لدور الثبات العاطفي في حياتي لا يعني بالضرورة سهولة التصريح به، إلا أنني شعرتُ يومها أن تلك أصدق إجابة يُمكن أن تُقال وما دونها كذبٌ باهت.

وإنّ جملةً كـ " لمّا أستقرّ عاطفيّاً" تحتمل معانٍ جمّة، كأن أشعر أنني جيّدةٌ بما يكفي وأنني أكفي لشخص واحد في هذه الحياة، بل وأنّ شعوري أو اطمئناني بأنني سأعود كل ليلةٍ لأتشارك اليوم والمخدّة مع شخص يحبّه كياني هو أمرٌ يبعث على الرضا، كأنّك تملك من الحياة مخزوناً لتواجه منها الأحزان والشقاء. 

وليست العاطفة استقراراً كاملاً متكاملاً، وليست تعبيراً شاملاً عن الرضا، لكن هذا ما شعرتُ به حينها. وإنّ أكثر أيامي دفئاً كانت تلك التي شعرتُ فيها في نهاية كل نهار أن لي كتفاً يسند رأسي وكفيّن يحمِلْن قلبي.
ماذا عن الأصدقاء؟ هم صورة رائعة عن العاطفة كذلك، حتى وإن لم يكن ثمّة حبيبٌ، لكن الدفء الذي يبعثه الأصدقاء يجعل الحياة قابلةٌ للعيش، ويجعل السلام من لحمٍ ودمّ كذلك.

فمتى تكونوا أنتم راضوون عن حياتكم؟

-

109/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا