110: من المشفى..

ثمّة قطّة في المستشفى، لونها أبيض وملامحها حادّة للغاية، على جسدها قرح مختلفة وصغيرة، ولا أعلم تحديداً كيف لي أن أساعدها، لكنني كلما مررتُ بها سرت في جسدي قشعريرة ورغبت في احتضانها، فكّرت أن أبحث عن مكانٍ لإنقاذ قطط الشارع لكنني لم أجد في مدينتي، حتى البارحة. أظن أنني سأحاول الإتّصال بهم.

ثمة رجل كهلٌ، جسده هزيلٌ له نظرةٌ باهتة، ينام على كرسي الإنتظار أمام بوابة دخول جانبية، الذباب يمارس كل أنواع التسلية حوله، الشمس ترتد على نفسها بعد أن تطرق في صاج ساخن فوق رأسه، هذا الرجل ينتظر أحداً، ابنة او أحد الأقارب، وربّما لا ينتظر أحداً، لكنّه بدا مُرهقاً للغاية، كان الجوّ حاراً.

ثمّة طالبة تمريض، تُمسك كرتونة فارغة وأوراقاً كثيرة تبحث عن توقيع المدير عليها لتغدو قابلة للصرف، تهرول بين الممرات وتجتاز الناس كحاجّ في ازدحام مِنى، تقول لزميلتها: الجوّ حرّ أوي يا أميرة. تدخل كلتاهما الصيدلية، فلا يعرض عليهما أحد الكرسيّ ولا يبتسم في وجهيهما أحد، ولست أعلم السبب.

ثمّة دكتور مُقيم، له لحية ونظارة جميلة، يجلس كل يوم ليتناول غداءه بمفرده، يُسهم كأنه جالس بمفرده تماماً بينما تحيطه زحمة حانقة، رائحة الطعام المسلوق تتعشّق في جزيئات الهواء، والتكييف على الأغلب لا يملك قدرةً على مجاراة كل ما ينتج من حرارة، والطبيب يأكل بمفرده بذات الهدوء غير عابئٍ لا بالحرّ ولا بالطعام.


-

110/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا