111: ما الرمل دون الساعة؟!
الوقت أمرٌ مُذهل، وما كانت ساعة الرمل ستتجاوز الصورة النمطية من مجرد رمل محبوس في إطار زجاجي لولا أنّها مثالٌ بسيط وثاقب عن فكرة الوقت. نعم، هكذا يسير الوقت، انظر لحبّات الرمل تتسارع خلف بعضها لتلحظ جيّداً كيف يمرّ.
في العام الماضي، كانت مقولة قد ارتطمت بجدار فؤادي الكائد على السقوط لتسنده :" كل مُرّ سيمرّ "، ولا بدّ لكَ عزيزي القارئ أن تكون قد مررتها في منشور فيسبوكيّ أو تغريدة زرقاء، أو شاركها معك أحد الأصدقاء على واتساب، وقد يجعل هذا منها جملة مكررة ومستنزفة أعي ذلك، لكنّها ليست مُستنزفة وإن كانت بالفعل مُكررة. إنّ أحلك الأيام التي تظلل على سقف غرفتك وتبيت على الباب في انتظار خروجك لتهجم على قلبك وتردّك بداخلها، هي أيام، وقت، رمال هادرة. وما للرمالٍ تلك إلا أن تمرّ.
لو أدركنا كل العمليات السلسة الغير ماديّة التي تدور حولنا، في كل لحظة، وفي كل يوم، وطوال ساعات العمل والإنشغال، لأُصبنا حتماً بتخمة في التفكير ستعطّل إدراكنا لشدّةٍ في الإدراك لا في نقصه. وإننا نلحظ الوقت على فترات كبيرة، تكاد تُحسب بالسنين، فالسنة تمرّ كأنها مضغة تمر، أما خمس سنين مثلاً فتبدو كحِزمة هائلة من التمر.
تخيّل معي، لو أن ساعة الرمل دون الوقت؟ وأنّ النظر إليها لا يجعلك تستدلّ على ضمنية حقيقة أنّ الكون يسير دون توقّف، وأن الثواني ترفع أذيال عباءاتها لتستطيع الركض في الحياة؟ تخيّل معي، هل سيكون للساعة أصلاً قيمةٌ أو معنى؟ ومال الذي كان سيحلّ محل الساعات الذائبة في لوحة سلفادور دالي؟ تخيّل..
يالسخرية القدر إذاّ، اليوم، تدوينتي الـ 111، وأنتم كما تعلمون من تدوينتي التاسعة: " إعجاز التوقيت " انشغالي بالمصادفات العجيبة التي -لسبب غير معلوم- نشأت بيني وبين الساعة الـ 11:11 أو الـ 1:11، ثمّ اليوم وأنا أكتب عن الوقت -الذي لم أجهّز لكتابته بالمناسبة بل وجدت نفسي أكتب عنه- أكتشف رقم تدوينة اليوم. عجيب!
-
111/365
في العام الماضي، كانت مقولة قد ارتطمت بجدار فؤادي الكائد على السقوط لتسنده :" كل مُرّ سيمرّ "، ولا بدّ لكَ عزيزي القارئ أن تكون قد مررتها في منشور فيسبوكيّ أو تغريدة زرقاء، أو شاركها معك أحد الأصدقاء على واتساب، وقد يجعل هذا منها جملة مكررة ومستنزفة أعي ذلك، لكنّها ليست مُستنزفة وإن كانت بالفعل مُكررة. إنّ أحلك الأيام التي تظلل على سقف غرفتك وتبيت على الباب في انتظار خروجك لتهجم على قلبك وتردّك بداخلها، هي أيام، وقت، رمال هادرة. وما للرمالٍ تلك إلا أن تمرّ.
لو أدركنا كل العمليات السلسة الغير ماديّة التي تدور حولنا، في كل لحظة، وفي كل يوم، وطوال ساعات العمل والإنشغال، لأُصبنا حتماً بتخمة في التفكير ستعطّل إدراكنا لشدّةٍ في الإدراك لا في نقصه. وإننا نلحظ الوقت على فترات كبيرة، تكاد تُحسب بالسنين، فالسنة تمرّ كأنها مضغة تمر، أما خمس سنين مثلاً فتبدو كحِزمة هائلة من التمر.
تخيّل معي، لو أن ساعة الرمل دون الوقت؟ وأنّ النظر إليها لا يجعلك تستدلّ على ضمنية حقيقة أنّ الكون يسير دون توقّف، وأن الثواني ترفع أذيال عباءاتها لتستطيع الركض في الحياة؟ تخيّل معي، هل سيكون للساعة أصلاً قيمةٌ أو معنى؟ ومال الذي كان سيحلّ محل الساعات الذائبة في لوحة سلفادور دالي؟ تخيّل..
يالسخرية القدر إذاّ، اليوم، تدوينتي الـ 111، وأنتم كما تعلمون من تدوينتي التاسعة: " إعجاز التوقيت " انشغالي بالمصادفات العجيبة التي -لسبب غير معلوم- نشأت بيني وبين الساعة الـ 11:11 أو الـ 1:11، ثمّ اليوم وأنا أكتب عن الوقت -الذي لم أجهّز لكتابته بالمناسبة بل وجدت نفسي أكتب عنه- أكتشف رقم تدوينة اليوم. عجيب!
111/365
تعليقات
إرسال تعليق