113: حدوتة أغسطس ..

ماذا أقول؟ لديّ الكثير لأقوله، لكن لا كلام يُسعفني. فماذا نكتبُ في تلك الليالي الجافّة بربّكم؟

أغسطس هذا، ثقيل. وأغسطس الماضي، وأغسطس الذي قبله، أنا وأغسطس لا نتفاهم جيّداً على ما يبدو. بيننا قسوة غيرُ متبادلة، هو مطرقة تدقّ فوق رأسي المسماريّ العنيد، لكن ما نفع العند والحديد، فالمطرقة تهوي، أمّا أنا فأُحاول كل عام أن أستدعي طاقة المحبة والسلام تجاهه لكنّه يأبى إلّا أن يترك المطرقة تنهال فوق رأسي.

سأعتبر نفسي صديقتكم نظراً لعدد الأيام التي بيننا، وسأجد في نفسي شجاعةً لأخبركمْ، أنني مُتعبة، مُتعبة بشكلٍ أعرفه، بل أتقنه. أن ابنة هذا التعب وهو منّي، وعندما يزورني ما اعتدّتْه، ألجأ لكفوف أعلم أنها ستربّت عليها، وتلاعب شعري وتطمئنني كأنّني هرّةٌ وديعة أو قنفذ شديد الصغير لا ضرر منه ولا من أشواكه الباردة.

أغسطس. حرارته ليست من قيظ الجوّ، وإنما من احتراق القلوب كذلك. لذا أكرهه، بحرارته واحتراقاته، ولا أتذكّر في محاسنه إلّا أياماً معدودات على طول ثلاث سنوات! فهيّا يا عزيزي مُرّ. مُرّ بربّك.

-

113/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا