115: الكلمةُ المعجزة، أما بعد؟!
ساعتي البيولوجية تحت اضطهادٍ ممنهج، كما كانت في رمضان. فمحاولة التملّص من النوم باكرًا قد باءت بفشلٍ ذريع، لأنّ الإستيقاظ مبكراً لم يعد اختياراً ولا مزحة، ففي تمام السابعة صباحاً أكون قد فركت عيني وأزلت عنها النعاس الثقيل، وفي خلال خمس دقائق لا أكثر أكون قد بدأت بالفعل طريقي نحو الحمام. لذا، أتمنى ألّا يصيب التعبُ تدويناتي تباعاً.
-
في الفيلم الجميل " you've got a mail " كانت الكلمات زهو الكيمياء بينهم، ظلّوا يتراسلون ويتراسلون، حتى وإن كان لكبريائهم رأي آخر في الواقع، لكنّ الكلام استرسل وانساب كلبن مسكوب، ولم يكن للكلام سياج كما للوجه والعينين، لم يكن في الأمر سوى اثنين عبرا بوابة زمنية من المعرفة وشعرا أنهما روحان وانقسمت. هذا هو الكلام فعلاً.
ثمة كلام هباء، يُسدّ بيه خانة الوقت. كلامٌ للهروب من لحظة الصمت الغريبة بين الغرباء، أو لحظة الصمت الحميمية بين العشّاق الذين لم يعترفوا بعد أنّهم عشاق. ثمّة كلام لا مكان له، نثبّت راحتينا في ظهره لندفعه باتجاه الخارج، " هيّا هيّا "، فقط لأننا نجهل ما الكلام الذي يجب أن يقال الآن، كأننا نسينا الكلام بأكمله.
الكلام ليس أنثويّاً يلبس حمالة صدر وحلق يتدلى، الكلام تعبير، مِلؤ فراغ، أحياناً دبابةٌ أو مدفعية، وأحياناً شتلة ياسمين. الكلام رجلٌ والكلام أنثى والكلام ما بينهما. لذا تخيل، مع كل هذا القدر العظيم من الكلام، ومع كل تلك الأسباب لحدوثه، تُنطق كلمةٌ معجزة، كلمةٌ تصبح الحياة بعدها ليست شبيهة بأي شكل أو مترابطة بأي وجه بالحياة قبلها، سوى أنك جزء من كلتا الحياتين.
يتخاطر في ذهني مجموعة كلمات غيرت الدنيا،دنياي على الأقل، بعضها للأفضل وبعضها للأسوأ. لكن دعوني أشارك لمحة سوداوية سريعة؛ وهو أنّ ما يصنع الإنسان بنسخته المصقولة اللامعة تلك، هي الكلمة الأسوأ، بينما ما يُذكره أنّه على قيد الحياة، له قلب يدق وينبض وروح سعيدة خفيفة هي الكلمة الأفضل. الحياة مزيج من هذا وذاك، لذا هربت مهما هربت، ستأتيك الكلمة التي ستهوي بك أرضاً، وعلى حين غفلة سترفعك كلمة عن مستوى البشر كأنّك ساحر تحمله الجانّ.
فماذا بعد هذه الكلمة، أعني هذه الكلمة التي ستغيّر حياتك إلى الأبد؟!
-
115/365
-
في الفيلم الجميل " you've got a mail " كانت الكلمات زهو الكيمياء بينهم، ظلّوا يتراسلون ويتراسلون، حتى وإن كان لكبريائهم رأي آخر في الواقع، لكنّ الكلام استرسل وانساب كلبن مسكوب، ولم يكن للكلام سياج كما للوجه والعينين، لم يكن في الأمر سوى اثنين عبرا بوابة زمنية من المعرفة وشعرا أنهما روحان وانقسمت. هذا هو الكلام فعلاً.
ثمة كلام هباء، يُسدّ بيه خانة الوقت. كلامٌ للهروب من لحظة الصمت الغريبة بين الغرباء، أو لحظة الصمت الحميمية بين العشّاق الذين لم يعترفوا بعد أنّهم عشاق. ثمّة كلام لا مكان له، نثبّت راحتينا في ظهره لندفعه باتجاه الخارج، " هيّا هيّا "، فقط لأننا نجهل ما الكلام الذي يجب أن يقال الآن، كأننا نسينا الكلام بأكمله.
الكلام ليس أنثويّاً يلبس حمالة صدر وحلق يتدلى، الكلام تعبير، مِلؤ فراغ، أحياناً دبابةٌ أو مدفعية، وأحياناً شتلة ياسمين. الكلام رجلٌ والكلام أنثى والكلام ما بينهما. لذا تخيل، مع كل هذا القدر العظيم من الكلام، ومع كل تلك الأسباب لحدوثه، تُنطق كلمةٌ معجزة، كلمةٌ تصبح الحياة بعدها ليست شبيهة بأي شكل أو مترابطة بأي وجه بالحياة قبلها، سوى أنك جزء من كلتا الحياتين.
يتخاطر في ذهني مجموعة كلمات غيرت الدنيا،دنياي على الأقل، بعضها للأفضل وبعضها للأسوأ. لكن دعوني أشارك لمحة سوداوية سريعة؛ وهو أنّ ما يصنع الإنسان بنسخته المصقولة اللامعة تلك، هي الكلمة الأسوأ، بينما ما يُذكره أنّه على قيد الحياة، له قلب يدق وينبض وروح سعيدة خفيفة هي الكلمة الأفضل. الحياة مزيج من هذا وذاك، لذا هربت مهما هربت، ستأتيك الكلمة التي ستهوي بك أرضاً، وعلى حين غفلة سترفعك كلمة عن مستوى البشر كأنّك ساحر تحمله الجانّ.
فماذا بعد هذه الكلمة، أعني هذه الكلمة التي ستغيّر حياتك إلى الأبد؟!
-
115/365
تعليقات
إرسال تعليق