116: قضبان حديدية أم سجل ذكريات؟
كتبتُ اليوم قصتي القصيرة الأولى، لم أكن يوماً من عشاقها، ولم أعرف يوماً كيف أكتبها، لكنّها كانت محاولتي الأولى، فأردتُ أن أسجّلها.
قرأتُ كتاباُ لرشاد رشدي اسمه " فنّ القصة القصيرة" وأنصح به بشدّة، لا لإنك ستخرجُ منه كاتباً مخضرماً، بل لأنّ الكتاب بالفعل ممتع ومعلوماته منظمة ومرتّبة، وأمثلته بديعة واقتباسات بحدّ ذاتها.
وبعيداً عن القصة القصيرة، اليوم، وقفت على جانب قضبان القطار، وأمعنت النظر فيهم، وحاولت أن أتخيل عدد من انهالوا تحته، من اندمجوا به باختيارهم، ومن لم يختاروا. كيف لكل جزء حولنا على هذه الأرض أن يعجّ بالموت؟ كيف لكل زاوية أن تحمل ذكرى أحد، رفاته أو بيته.
وبعيداً عن القصة القصيرة، اليوم، وقفت على جانب قضبان القطار، وأمعنت النظر فيهم، وحاولت أن أتخيل عدد من انهالوا تحته، من اندمجوا به باختيارهم، ومن لم يختاروا. كيف لكل جزء حولنا على هذه الأرض أن يعجّ بالموت؟ كيف لكل زاوية أن تحمل ذكرى أحد، رفاته أو بيته.
شعرتُ فجأة أننا نسيرُ فوق مقبرة عريضة وهائلة، مقبرة شهدت على المليارات. وعلى الأغلب ستشهد على الملايين أو الآلاف، حسب ما تبقى من عمر الأرض.
قطع القطار هذه الخاطرة وهو يمرّ أمامي كالقدر السريع ، تراجعت خطوتين للوراء رغم أنني كنت أقف على مبعدة منه أصلاً. لم يكن يوماً وسيلتي المفضّلة، خصيصاً في مصر، يمكن لمصر ان تطبع صبغة الموت على من أرادت، والقطار واحد منهم. إنّ المرة الوحيدة التي عايشتُ فيها هذه التجربة، كانت في طريقي للأسكندرية. وكانت برغم القل المفرط، تجربة ممتعة.
مرّ القطار في لمح البصر، وظلّ نظري ثابتاً على القضبان.
-
116/365
-
116/365
تعليقات
إرسال تعليق