118: صورةٌ صادقةٌ للمرآة

عندما وقفت أمام المرآة، ونظرتُ عميقاً لعيني، خفت.
رأيتُ هذا الضياع الذي أدّعي دائماً أنني أعرف كيف أهرب منه، واكتشفتُ أنني على ما يبدو لم أنجح في ذلك.

أخبرتني صديقةٌ بعد أن غيرتُ صورتي الشخصية على الفيسبوك مرة أنّ : "عيناي تُحدثانِ بهجة لكن بهما ضياعٌ جليّ، كإنّه حزنٌ مختبىء!". ولم أفهم تماماً لمَ قد يبدو في عيناي هذا الضياع؟ لكن بقدر ما يكونه أخفيه، لا لكي يتداعى تحت الأيام فيُنسى، بل لأنني لا أحبّ أن يراه أحد فيشكّ أن الضياع أمرٌ رومانسيّ أو أشعر أنا أنني لا أتذكّر طريقة العودة لنفسي.

يبدو أنّ المرآة أحياناً هي أقسى صورة من نفسك لنفسك، هي صفعةٌ تجعلك تُدرك كم تحمل من الحزن وكم تكبت من السعادة المفرطة! ولسبب غريب ظللتُ أدندن البارحة أغنية من أجمل ما غنت شيرين: " هتعمل إيه لو نمت يوم وصحيت، بصّيت، وشفت نفسك في المراية بكيت"، لم أبكِ.

ورغم أن ملاحظة صديقتي كانت دقيقة وصادقة، إلا أنني لم أستوعبها إلا لاحقاً، نعم يا صديقتي، عيناي مخضّبتان بالضياع، لأنّ القلب كذلك ضائع، وهذان كل ما أتكّىء عليه في هذه الحياة القاسية. عين صادقة لقلب صادق.

-

118/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا