119: إسراء الغريب ليست مجرد قصة..

إنّ الإرهاق الجسدي هو أكثر ما يستنزفني. كأنّ طاقة تسحبني للأسفل، حيث لا أستطيع أن أستقيم بظهري، ولا تُسعفني عيناي فتنغلق تلقائياً، ويزداد عدد ضربات قلبي بشكل ملحوظ، وأتعرّق بكل توتر، كإنني أشهد معجزة!

لا أحبّ كل ما قد يوصلني لهذا الشعور، ولا أحب كل ما يجعلني أفقد السيطرة على ثبات تنفسي وتركيزي إلا أنه أحياناً بعد أن ينتهي، أنسى كم من التعب عايشت وأتذكر اللحظة.

البارحة، أصابني إرهاقٌ مشابه. عندما قرأت قصة فتاة اسمها إسراء غريب، وهي فتاة في الـ ٢١ من عمرها قتلها إخوانها وزوج أختها فقط لأنها نشرت مقطاً صغيراً لها مع من سيصبح خطيبها مستقبلاً. قتلوها لإنّهم رؤوا في الأمر التافه هذا خدشاً لشرفهم، شرفهم نعم، ألا لعنة الله عليهم وعلى شرفهم وشرف شرفائهم حتّى!

هذا الهراء، إن كان قد حدث يوماً منذ سنين فلمَ يحدث الآن ونحن أولاد الألفية الثانية! لمَ تقتل فتاة في مجتمع عاهر بالأساس لأنها -ولو خطئاً -كادت تمسّ خطوطاً طولية بعيدة مع فكرة الشرف! لمَ نجلب بناتٍ لهذا العالم إن كنا سنعاملهم كالبهائم فقط لأنهم لا يملكون قضيباً ذكورياً يمنحهم السلطة الفارغة هذه! 

إن لحظات كتلك، وأخبار كتلك، تتركني مغشاة في اندهاش قاسٍ. وفي حيرة وأسئلة عاصفة، مفادها الكثير من لمَ، ولا جواب يفي كارثية التساؤل في العموم.

حسرة، هذا ما أشعره الآن. حسرةٌ وتعب وإرهاق داخليّ، لإنني يجب أن أعيش، فتاةً في هذا العالم المزري. وهذا أمر غير عادل.

-

119/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا