94: الساعةُ ذو السرعة المتفاوتة
لأصدقاء الجامعة ألقٌ لا يموت. بين السنوات، تتلاقى أيدينا، ونقبّل بعضنا بعضاً ونطمئن على الأحوال، بين كل لقاء ولقاءٍ تتغيّر أجسادنا، وبعد أن تكون الأذرعة فارغة حاملةً الحقيبة واليد ممسكةً المروحة اليدوية، أصبحت تحمل طفلاً وتجرّ الآخر.
تتغير نظراتنا، تلك التي كانت تشتعل بالحماسة والإنطلاق، لتغدو ساهمةً وهادئة تبحثُ عن ذراع الزوج لكي تلتفّ حوله أو عن أصابع الصغير لتمسكها، وأحياناً تتغير الأعين التي شرذمها حب مراهق وقاسٍ، لتعود لتزهر من جديد وهي حرّة الفؤاد تماماً. تتغير ابتسامتنا، صوت ضحكاتنا حتى، يختلفُ فينا اندفعانا للرقص دون قيود، ويسقط عن أكتافنا ثقلُ الخجل والبرستيج قليلاً، لنميل لكوننا على طبيعتنا. فمن تزوجوا تزوجوا وانتهى الأمر، لم يعد في الأمر داع للتظاهر بالرقة والنعومة، ومن لم يتزوج تصالح مع طبيعته ولجأ لتقبلها فضلاً عن جلدها كل يوم.
بين كل حدثٍ وآخر، بين كل خطوبة أو كتب كتاب أو عرس، نلتقي، وكل واحدة يبدو عليها ركض الزمن بها، ونجلس لنتساءل تلك الأسئلة المعتادة، أين تعملين الآن؟ كيف الزواج؟ كم عمر الصغير؟ هل انضمّت الصغيرة للحضانة؟ أين تركت ابنك؟ أين الرومانسية الآن؟ منسيّة؟ لماذا قصصتِ شعرك؟ كيف خسرت كل هذا الوزن؟ لونك بات أجمل. رحلةٌ من الأسئلة والأجوبة والأحاديث المضحكة والمحزنة حتى نجد أنفسنا محمّلين بالحواديت التي تكفي للمرة القادمة التي سنتقابل فيها مجدداً.
بعد أن تنتهي الجامعة، تبدأ حياةً، هي على الأغلب حياةٌ ستلتصق بك لوقتٍ لا بأس به، وستسير معك خطوةً بخطوة، أو ستسير هي وستلاحق أنت خطواتها، ستنمو لك جذور في وادٍ وللآخرين في واد، ورغم أن عقارب الساعة تمشي بسرعةٍ معروفة، لكنّك قد تشعر أحياناً أنّها تركض وتركض حتى تتركك خلفها، أو ستمشي ببطء على روحك كأنها حلزونة هادئة. ستعرفُ هذا تحديداً في اللحظة التي تتلاقي فيها يديك بأيادي الأصدقاء، وتنظر جيداً لكيف تغيرت حيواتهم.
-
تتغير نظراتنا، تلك التي كانت تشتعل بالحماسة والإنطلاق، لتغدو ساهمةً وهادئة تبحثُ عن ذراع الزوج لكي تلتفّ حوله أو عن أصابع الصغير لتمسكها، وأحياناً تتغير الأعين التي شرذمها حب مراهق وقاسٍ، لتعود لتزهر من جديد وهي حرّة الفؤاد تماماً. تتغير ابتسامتنا، صوت ضحكاتنا حتى، يختلفُ فينا اندفعانا للرقص دون قيود، ويسقط عن أكتافنا ثقلُ الخجل والبرستيج قليلاً، لنميل لكوننا على طبيعتنا. فمن تزوجوا تزوجوا وانتهى الأمر، لم يعد في الأمر داع للتظاهر بالرقة والنعومة، ومن لم يتزوج تصالح مع طبيعته ولجأ لتقبلها فضلاً عن جلدها كل يوم.
بين كل حدثٍ وآخر، بين كل خطوبة أو كتب كتاب أو عرس، نلتقي، وكل واحدة يبدو عليها ركض الزمن بها، ونجلس لنتساءل تلك الأسئلة المعتادة، أين تعملين الآن؟ كيف الزواج؟ كم عمر الصغير؟ هل انضمّت الصغيرة للحضانة؟ أين تركت ابنك؟ أين الرومانسية الآن؟ منسيّة؟ لماذا قصصتِ شعرك؟ كيف خسرت كل هذا الوزن؟ لونك بات أجمل. رحلةٌ من الأسئلة والأجوبة والأحاديث المضحكة والمحزنة حتى نجد أنفسنا محمّلين بالحواديت التي تكفي للمرة القادمة التي سنتقابل فيها مجدداً.
بعد أن تنتهي الجامعة، تبدأ حياةً، هي على الأغلب حياةٌ ستلتصق بك لوقتٍ لا بأس به، وستسير معك خطوةً بخطوة، أو ستسير هي وستلاحق أنت خطواتها، ستنمو لك جذور في وادٍ وللآخرين في واد، ورغم أن عقارب الساعة تمشي بسرعةٍ معروفة، لكنّك قد تشعر أحياناً أنّها تركض وتركض حتى تتركك خلفها، أو ستمشي ببطء على روحك كأنها حلزونة هادئة. ستعرفُ هذا تحديداً في اللحظة التي تتلاقي فيها يديك بأيادي الأصدقاء، وتنظر جيداً لكيف تغيرت حيواتهم.
-
94/365
❤
ردحذف<3 <3
حذف