95: عجائبُ القدر في العيش بفعّالية

إن ما نحاول القيام به من محاولاتٍ يومية للعيش بفعّالية وإنتاجية ترقى بالمستوى المطلوب لإستحقاقنا التنفس، لهو أمرٌ هائل. أعني قد يبدو هائلاً بالنسبة لنا، أما بالنسبة لآخرين فهو يبدو شديد التفاهة.

البارحة، كان الغروب جميلاً إلى الحدّ الذي جعلني أسمّر عينيّ عليه طوال الطريق إلى المنصورة، وقد تتخيلون صعوبة التصوير في المواصلات العامة في مصر، يتملكك خجل سببه حشريّة الناس لتتوقف عن ممارسة أفعالٍ طبيعية كالتصوير أو مهاتفة أحدهم، لكنني استخرجتُ هاتفي وصورت مقطعاً صغيراً من ثوانٍ، شعرتُ لحظتها أن غروباً كهذا لا يجب أن يمرّ دون توثيق!

يُقال أن ظاهرةً كتلك قد نتجت عن حرائق ضخمة في غابات سيبيريا و أن أشعة الشمس اصطدمت وهي تحت الأفق بسحبٍ عالية جداً. بدا الجميع خائفاً منها، لكنها بدت لي كأنها الغروب الأجمل على الإطلاق. إن الحمرة الدموية الممتزجة بالزُرقة، ليتشكّل بينهما لونُ بنفسجيّ متعدد الدرجات، ومُدمجٌ بكل تلك الألوان اللون الأصفر القويّ. كان شيئاً بديعاً.

في تلك الأيام، أشعرُ أن الكون يساندنا تجاه الأيام، حيثُ تتحلّى الشمسُ بألوانها لتجعل اليوم مُستحقّاً، فيُهيّىء لك في نهاية اليوم أنّك عشته بفعالية وإنتاجية، فقد شهدت حالة جديدة للكون. أينعم لم تشارك في صناعتها، لكنّك شهدتها، تمعّنت بها، واهتممت لأن تفتح شباك غرفتك أو تُنزل زجاج سيارتك وتشاهد هذا العمل الإبداعي الأنيق.

أحياناً لا تحتاجُ الأيام منك أفعالاً استثنائية، أحياناً، تحتاجُ لأن تسلّم يومك للقدر علّه يهديك لحظات استثنائية من جعبته المليئة بالعجائب.


-


95/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا