97: يا صاحب الجُعبة الملأى: الحبّ
إنّ ما أريد التفكير فيه الآن هو فيلم " هلأ لوين "، وهو فيلمٌ لبناني لنادين لبكي، لأنني أسعى لما هو أبعدُ من لحظة الهدوء العظيم الذي أمتلكه كلما فتحت باب البيت وانعزلتُ عن ضوضاء العالم.
في الضوضاء كنتُ أفكر أن ما هو أدهى من إحساس الحبّ، أن يكون من تحب هو من تحبّ فعلاً، وأن يكون هو اختيارك الأول كلّما مررت بالإختيارات، وأن يكون من تحبّ هو من يحبّك.
هذا ليس موّالاً قديماً ولا تفريغٌ كتابيّ لحلقةٍ إذاعية لأسامة منير، وإنما هو بكل بساطة، معجزةٌ قائمةٌ بعمر الأرض، ولا يهترىء الحبّ كلما زاد الحديث عنه، ولا تَقْدُم عملته ولا تنتهي موضته مهما بدا ذلك. ولا أفكر في الحبّ إلا عندما يبدو قريباً جداً أو على النقيض، بعيداً جداً. بدا -اليوم- بعيداً.
وإنّ ذروة إيماني بكون الحبّ رزق خام وتامّ ينبع من اللحظة البديعة التي يتحول فيها شخصٌ عاديّ إلى استثنائي. وإن الأرزاق موزعةٌ ونحن ذو الجعَبِ الفارغة، ننتظر كل ليلةٍ لنعرف علامَ حصلنا من الرزق، ونتساءل علامَ سنحصل غداً.
يقول صديق لي مقتبساً عن صديق له: الحاجات اللي تعتبر من متع الحياة، يا حرام، يا غالية، يا أكل" فسارعت صديقتي لتقول: " فيه الحب. لا هو حرام، ولا هو غالي ولا هو أكل". وبينما أتلصص على مشاهد من الفيلم وأنا أكتبِ تدوينة اليوم، يبدو أنني أوافق ذلك. الحبّ، لا هو حرام ولا هو غالي ولا هو أكل، لكنّه ممتع وعظيم.
-
97/365
تعليقات
إرسال تعليق