121: المنفعة العكسية..

إنّ حالة الجمود التي تصيبني ليالٍ كثيراتٍ أمام هذه الشاشة، تجعلني أشكّ في قدرتي على جعلها مزيّنةً بالحروف والأسطر المتعاونة في نهاية الأمر. لكنّ شيئاً ما في نهاية كل ليلة يجعلني أكتب، مهما أردتُ الهروب.

لن تكون هذه التدوينة لأشارك شكوكي ومخاوفي، لإنّني نادراً ما أفعل، لكن ما نفع الليالي التي نستسلم فيها لجمودنا؟ ما نفع الليالي التي نختار فيها الهروب؟ أظنّ أنها جزء من الحلّ، كمنفعة عكسية الأثر مثلاً!

شاهدتُ مقطعاً مصوّراً للممثل ماثيو ماكينهوي يقول فيه حيث أقتبس: " ليس المهم أن تعرف من أنتَ من البداية، لكنّك حتماً ستعرف من ليس أنتْ." وهذه هي المنفعة العكسية التي أعنيها، إن من ليس أنت بالطبع دليلك لمن هو أنت، وإنّ ليالي الجمود والضياع هي انعكاسة ليالي الثبات والوصول في مرآة المعرفة. الألم الذي يعتصر الفؤاد هو بالطبع ما سيجعلك " تنفخ في الزبادي" قبل أن تتذوق الشوربة. وإن ضغطة الزر الخاطئة التي قلبت مزاجك في نهارٍ ما، هي عنوانك لضغطة الزرّ التي سيكافؤك لأجلها الجميع متهافتين عليك ليسألوا: " بربّك كيف فعلتها؟!".

عندما تطول فترة تيبّسي أمام الشاشة أبحث في عقلي عن منفعتي العكسية، عن كيف يمكن لي أن أنجو من زهق الحياة ورتابة الأفكار والألم الجسدي الذي لا ينبعثُ من خلل وظيفي لكنّه على الأغلب نابعٌ من ملل في الروح لا أكثر، أبحثُ وأكتبُ وأبحثُ وأحياناً أفشل لكن لا بأس. ثمّة منفعة في الفشل كذلك.

-

121/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا