125: " ماذا لو " والرغبة في الحياة

انعدامُ الرغبة في الحياة شيءٌ مزري، خصيصاً إن كنت تنوي الإستمرار فيها. وإن الخوضَ في الحياة بكل ما تحمله لا يقلّ ألماً عن الولادة، فكأننا نلد الكَبَد أو هو يلدنا.

ثمّ مع كل ذلك، تكتسب الحياةُ معنىً، أو شبه معنى، عندما يتهيىء في ذهنك شكل الخاتمة، أعني مُجرد أن يكون هناك خاتمة في الأساس، لحظة وصول في نهاية الأمر بعد كل هذا الضياع، لحظة انتصار بعد كل هذا الحطام، لحظةُ حقّ بعد كل هذا الظلم، تكتسبُ الحياةُ ميزةً إضافية.

لكن.. ماذا لو لم يكن هناك خاتمة؟ وظلّت الحياة كتاباً مفتوحاً، قصّة عائمةً بعد رحلات الصعود والهبوط المتتابعة، ماذا لو لم تكن الحياة دائرة حيث بدأت من نقطة وستنتهي لها، وكانت مجرد موجات متتابعة، بدأت من نقطة لكنها لا تعود لها أبداً، قد تقارب النقطة وقد تلتقي صورتها على محاور أخرى، لكنّها لا تعود للنقطة ذاتها مطلقاً؟

ماذا لو؟ تساؤلات كثيرة قد تنهش فيهم كلمتان " ماذا لو؟ "، لكن في التساؤلات حتماً سبيل أجوبة. فمن لا يسأل، لا يعرف، ولا يصل.

ما يحدث حولنا يؤجج في النفس " ماذا لو؟" بكثرة، ويفقدنا الرغبة في الحياة فعلاً، فمن أين لنا بوقود يومنا؟ من أين؟

-

125/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا