130: جدوى الحياة..
فقدتُ جدوى الحياة حتّى أنّ قناة ما على التلفاز تعلّق بثّها ولم أتجرأ على مد يدي ربع شبر للوصول لجهاز الريموت. كل هذا ليس نوعاً من أنواع المعجزات التي تحدثُ فتفقد الحياة معناها، بل هي سلسلة متتابعة من اختياراتٍ بائسة واستسلام وخسارة ووحدة، ما تؤول إليه الأمور في نهاية الأمر هي أمور تصنعها بيديك، أو حتى تشارك في صناعتها دون وعي منك لضخامة ما تصنع. ولذلك دائماً ما أحبّ أن أفكر في جملة " اللهم اصنعني على عينك "، فأشعر أن رابطةً ما بيني وبين الله ترعاني حتى وإن انفلت منّي كل الوعي أو حسن الإختيار.
في أيام الطمث، تزداد الحياة فقداً للمعنى، أعني ما جدوى كل هذا الهراء! يكون الألم قاسياً، حتى أنّه يتشعّب داخل حدود الجسد، لا الظهر يبقى ظهراً يُستند عليه، ولا الأرجل تحملني. ثمّة آلامٌ لا يمكن وصفها، الطمث إحداهم، تخيل معايشة فكرة أنّك تنزف دماً على الدوام لمدة ٧ أيام مثلاً وخلال ذلك تؤدي مهامك اليومية جميعها وأحياناً تمارس رفاهياتك الإعتيادية، دون أن يشعر أحد ممن تعرفهم أنك تنزف. كل ذلك يحدث ببساطة، وبشكل شهريّ، دون الكثير من العواء والنحيب.
إن الدورة الشهرية لا تُسهّل الحياة كثيراً، لأننا حتى وإن سكّنّنا آلامنا بقرص مسكن، فالهرمونات لا تسكن. هي ليست أشياء مجنونة، هي فقط أشياء مرهقة!
لا أعلم لمَ يبدو الكلام عن الطمث وأنا أناقش عدم جدوى الحياة أمراً مقنعاً حتى وإن بدا غريباً.
المهم، أعتقد أنني بصدد مواجهة قاسية مع النفس، مواجهة ستجعلني أدرك كم سيئة كانت خياراتي وكم متخبّطة كانت خطواتي! وحلٌ عميق أقف فيه بكامل أناقتي وربّ العباد. أحاول أن أهندم شكل فستاني وأنا ملطخة من شعر رأسي حتى أسفل قدماي. أحاول أن أنقذ نفسي من هذا المذاق الماسخ للأشياء، أريد ألا أشعر أنني في وحل، أو حتى فوق جسر، أريد أن أشعر أنني في بستان هادىء وملوّن ورائق. أحاول!
ماذا سأخسر يا ترى بعد أن أواجه نفسي، تلك التي لا تشعر بجدوى الحياة بعد الآن! قد تكون الخسارات فادحة..
-
في أيام الطمث، تزداد الحياة فقداً للمعنى، أعني ما جدوى كل هذا الهراء! يكون الألم قاسياً، حتى أنّه يتشعّب داخل حدود الجسد، لا الظهر يبقى ظهراً يُستند عليه، ولا الأرجل تحملني. ثمّة آلامٌ لا يمكن وصفها، الطمث إحداهم، تخيل معايشة فكرة أنّك تنزف دماً على الدوام لمدة ٧ أيام مثلاً وخلال ذلك تؤدي مهامك اليومية جميعها وأحياناً تمارس رفاهياتك الإعتيادية، دون أن يشعر أحد ممن تعرفهم أنك تنزف. كل ذلك يحدث ببساطة، وبشكل شهريّ، دون الكثير من العواء والنحيب.
إن الدورة الشهرية لا تُسهّل الحياة كثيراً، لأننا حتى وإن سكّنّنا آلامنا بقرص مسكن، فالهرمونات لا تسكن. هي ليست أشياء مجنونة، هي فقط أشياء مرهقة!
لا أعلم لمَ يبدو الكلام عن الطمث وأنا أناقش عدم جدوى الحياة أمراً مقنعاً حتى وإن بدا غريباً.
المهم، أعتقد أنني بصدد مواجهة قاسية مع النفس، مواجهة ستجعلني أدرك كم سيئة كانت خياراتي وكم متخبّطة كانت خطواتي! وحلٌ عميق أقف فيه بكامل أناقتي وربّ العباد. أحاول أن أهندم شكل فستاني وأنا ملطخة من شعر رأسي حتى أسفل قدماي. أحاول أن أنقذ نفسي من هذا المذاق الماسخ للأشياء، أريد ألا أشعر أنني في وحل، أو حتى فوق جسر، أريد أن أشعر أنني في بستان هادىء وملوّن ورائق. أحاول!
ماذا سأخسر يا ترى بعد أن أواجه نفسي، تلك التي لا تشعر بجدوى الحياة بعد الآن! قد تكون الخسارات فادحة..
-
130/365
تعليقات
إرسال تعليق