132: مولد فتاةٍ جديدة

إنّ الأيام التي نستيقظ فيها بالقليل من الأمل لهي أيام تستحقّ التقدير. وأريدُ بالفعل أن أبدأ بالتركيز على كل ما يؤرقني لأحله بالتدريج، واحدةً تلو الأخرى. أحاول ألّا أقع تحت طائلة الأحزان ورحمة الأرق أكثر من ذلك، فلمَ أتركُ العمر، الذي هو عمري، ليتآكل ويتآكل كأنه عمر من حديد صدىء في مواجهة الريح!؟

البارحة بدأتُ رحلة العلاج الذاتيّ، لبست ملابساً جديدة وحاولتُ التأنق، بلا مساحيق تجميل ولا الكثير من المبالغة، جلبتُ وروداً لصديقتي فجلبت لي وروداً، أكلنا سويّاً البان كيك وتسامرنا، خرجت بعيداً عن قوقعتي قليلاً، نسّم في الجوّ بدايات الشتاء الغالي، فتعانق هو وطرف فستاني، البارحة ترك لي أحدهم تعليقاً على التدوينة قائلاً: " توقف عن تصدير حزنك للعالم فلن يأبه أحدٌ لك "، وفي الجملة مواساة وعتاب رغم أن موقعها من التدوينة السابقة ليس كذلك، لكنني فضّلت أن أعتبرها رسالةً لي، أنا التي أحاول عبثاً أن أمثّل على نفسي كما الآخرين أن الحزن ليس كبيراً، وجب عليّ الآن أتوقف عن التمثيل، وعن الحزن إن استطعت لذلك سبيلاً وعن تصدير كلاهما.

الشهر القادم، عيد ميلادي، أحاول أن أتخيّل أنه عيد ميلاد مميز، كأن يكون يوم ميلاد حقيقي لحلم، أو رضا، أو سعادة ولو بسيطة. أن يكون يوم ميلاد الأمل في أنني بعد خمس وعشرون عاماً يمكنني الإسترخاء لأنّ ثمة يداً تسند ظهري وتمسك بي جيداً. في الشهر القادم أريد أن أكون قد أزلت كل ما يؤرقني من ذاكرتي، واستبدلته بكل ما يُمّكن للسعادة أن تخترق جلدي كأنها أشعة شمس دافئة على شاطىء البحر. في الشهر القادم ستولد فتاةٌ جديدة.

-


132/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا