133: عن أشياء مبعثرة..

لماذا ينتهي يوم الإجازة سريعاً؟ لا يحدث الكثير فيه على العموم، يكفي أن يكون هادئاً. ولا أعلم إن كانت علامات الشيخوخة تقتضي ملازمة المنزل وعدم وضع خطط لقضاء الإجازة أم تلك أنا فحسب، بتّ أسعى للهدوء أكثر من سعيي للحظات الظفر أو الإنجاز.

أقرأُ نجيب محفوظ هذه الأيام، ولعجائبية هذا الرجل يتصاعد حبّي له يوماً بعد يوم، سطراً يلي سطر، هذا الرجلُ الذي يملك هبة قنص حكايا المجتمع من بين البشر الماريّن هنا وهناك، من بين الكراسي المتراصة على القهوة ومن بين أصابع المتحابين المتشابكة. يمكنه قطع شرائح كاملة من المجتمع بأزمانها المختلفة وعرضها أمامك كأنّك تشاهدها على شاشة عرض. مُعجمه اللغوي فذّ، وحكاياه دائماً ما تكون غنيّة بأمرٍ ما، أمرٌ مصريٌّ أصيل.

غداً، سأذهب للعمل من جديد، الحياة تُعاد، وليس في ذلك بالضرورة ملل، إن كانت تُعاد بهيئتها التي أحبّ. على كل حال، كنت أفكّر اليوم أنه يجب عليّ التوقف عن الكتابة قليلاً حتى يصبح ما أنتجه يومياً ليس على هذا القدر من السلبية والحزن، أو لأكون أكثر دقة، يجب عليّ التوقف عن " نشر " الكتابة وليس  الكتابة نفسها. أفكّر لكن لم تواتيني الشجاعة بعد للإقرار بالجواب..

-


133/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا