138: رسالة عائدة..
يا سلمى!
أتكتبين من باريس! وأنا الذي تركتك آخر مرّة في العراق في إحدي مقاهي بغداد، تتكئين على الشبّاك الخشبي الموازي لكرسيكِ، تُثبّتين شعرك بطوق مغطىً بستانٍ ناعم، وتتمايلين بنظراتك على وجوه الناس . يبدو أن باريس كانت قفزة سريعة، أعني لم أتخيّل أن تلفّ بكِ الحياة هكذا في أقل من شهر.
احكِ لي عنك وعن حالك؟ كيف باريس والحياة فيها؟ كيف وصلتِ إلى هذا المكان يا سلمى بربّك؟ هل أنتِ بخير؟
أمي تأكل العشاء معي كل ليلة، تعرفينها، لا ترتاح إلا بمشاركة الطعام، كأنّها تقتسم من المحبّة التي في فؤادها كأنّها تقتسم من رغيف الخبز. أما عن أبي، فهو يجلس طويلاً كما عهدتيه على كرسيه الهزاز أمام شباكه المُفضلّ. لاحظنا مؤخراً عصفور لها لون غريب، تقترب من النافذة كأنّها تحاوره، فعلمنا أن في الأمر معجزة كما تعلمين، معجزة أن يتفاهم عصفور ورجل، ومعجزة ألّا يملّ رجل من التكرارية في زقزقته.
اعذريني، هكذا انحاز القلم ضدّي فلم أرد لنفسي المقاومة، فكتبتُ ما كُتب في البداية دونما شطب ولا رغبةٍ في تنحيته على هامش الرسالة وأعلم أنني أرسل جواباً لا ارتباط بينه والسؤال، لكنني سأرسله على كل الأحوال.
أتكتبين من باريس! وأنا الذي تركتك آخر مرّة في العراق في إحدي مقاهي بغداد، تتكئين على الشبّاك الخشبي الموازي لكرسيكِ، تُثبّتين شعرك بطوق مغطىً بستانٍ ناعم، وتتمايلين بنظراتك على وجوه الناس . يبدو أن باريس كانت قفزة سريعة، أعني لم أتخيّل أن تلفّ بكِ الحياة هكذا في أقل من شهر.
احكِ لي عنك وعن حالك؟ كيف باريس والحياة فيها؟ كيف وصلتِ إلى هذا المكان يا سلمى بربّك؟ هل أنتِ بخير؟
أمي تأكل العشاء معي كل ليلة، تعرفينها، لا ترتاح إلا بمشاركة الطعام، كأنّها تقتسم من المحبّة التي في فؤادها كأنّها تقتسم من رغيف الخبز. أما عن أبي، فهو يجلس طويلاً كما عهدتيه على كرسيه الهزاز أمام شباكه المُفضلّ. لاحظنا مؤخراً عصفور لها لون غريب، تقترب من النافذة كأنّها تحاوره، فعلمنا أن في الأمر معجزة كما تعلمين، معجزة أن يتفاهم عصفور ورجل، ومعجزة ألّا يملّ رجل من التكرارية في زقزقته.
اعذريني، هكذا انحاز القلم ضدّي فلم أرد لنفسي المقاومة، فكتبتُ ما كُتب في البداية دونما شطب ولا رغبةٍ في تنحيته على هامش الرسالة وأعلم أنني أرسل جواباً لا ارتباط بينه والسؤال، لكنني سأرسله على كل الأحوال.
عزيزك..
ماجد ماجد حسن
أرض الله الضيقة وِسعاً
-
138/365
تعليقات
إرسال تعليق