140: المخرج بس يقول " أكشن"..

لا نريدُ آمالاً كاذبة، كفانا ما جنينا على رؤوسنا في الماضي. إنّ هذا المذاق المعسول الذي نعرفه تمام المعرفة هو المذاق الحقيقيّ للمرارة، المرارة التي تبدأ ولا تنتهي أبداً.

في كلّ مرّة فكّرنا أو تمنينا أن تكون تلك النهاية، تكون تلك بدايةٌ لنهاية أخرى، كأن الأمل سكينٌ مسمومة، قد نشفى من السمّ لكن للأمل طعنةٌ عميقةٌ في الجسد، لا أرى منها شفاء! 
وأخشى عزيزي القارىء أنّ المأساة الحقيقية ليست في الأمل، بل في اللُعبة، في أن تكون عروسة ماريونت ليدٍ مجهولة لكنها موجودة بالفعل، تدرسك وتحركك على هواها، أن تعتقد أنّك صاحب القرار لكنّك " صاحب صاحبه" أو " ابن صاحبه" المهم أنك لست صاحبه، ولا تملك تلك الرفاهية، وربما لن تملكها أبداً.

بالعودة للتاريخ القريب، والذي يمكنك استرجاعه من مشاهدتك له بأمّ عينيك، أن تعرف أين تقع الفجوة، الفراغ الذي دائماً ما يبتلعنا ليأخذنا باتجاه الجحيم لا النعيم. ثمّ إنّ بالذاكرة المُستحضرة يمكنك أن تدرك إلى أيّ مدى يمكن للمخرج أن يتركك تتمادى على مسرحه -الذي لا يُعتبر مسرحه من الأساس- ليجعلك تؤمن أن لك دوراً إبداعياً تشاركيّاً، وأنّك تملك مساحةً من التعبير تحت توجيهاته وتعليماته، لكنّك ما تلبثُ أن تُدرك أنّك مجرد كومبارس، ورقة رابحة وخاسرة على حدّ سواء والمخرج على راحته تماماً.

قد تكون تلك سوداوية أو عدمية أو لا مبالاة، لا أدري، لكنّ الإندفاع الأهوج في كل مرة لم يسفر إلّا عن كسرة قلب متتالية مع مذاق مرّ لا يتلاشى مهما تلاشى الألم والأمل.
ولستُ أرجو سوى السلام، أن يسلم كل الطيّبون، مهما كانت مواطنهم. مهما كانت مواطنهم صدقاً.

-

140/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا