144: "اسمعينا يا حكومة"
الحكومة، الحكومة، هناك أيضاً يتحدثون عن الحكومة، في التلفاز لا أسمع إلا كلمة الحكومة، في أيّ بلد يتذرّعون بالحكومة. الحكومة كلمة، الحكومة تعبير ضمنيّ، تعبيرٌ غريب، الحكومة نعم، الحكومة!
يا لشناعة المصير الذي يعتمد على الحكومة! ولو كان قانون الكون شخصيّ بشكلٍ فرديّ لكنّا اخترنا كلٌّ حياته وأصبح حكومة نفسه، لكن تلك نظرة بلهاء لأنّ البشر مثيرون للشفقة ويملكون من الشيطان ما يملكون من الله، يملكون من الشرّ ما يملكون من الخير، ويملكون من الخوف باعاً كبيراً هذا إن لم يملكوا من الهلع باعاً أكبر. سنتحول لوحوش ضارية ولما هو أكثر مسالمة ونقاءً من الملائكة، ولن يكون العالم قابلاً للعيش فيه! ويكأنه قابل للحياة الآن!
لكن صدقاً ماذا تفعل الحكومة! ولمَ تدججت رؤوسنا بهذه الكلمة منذ نعومة أظافرنا! ولمَ عُلقّت الآمال جميعها عليها وكأنها روح وجسد وضمير؟ لمَ؟
تتردد الكلمة أينما ذهبت، في البيت، في الشارع، في طابور السوبرماركت - إن كنا محظوظين كفاية لمعايشة طابور ما في مصر-، في المدرسة، في غرف التمريض وعلى أسرّة المرضى، على البحر، في التاكسي، بين الأصدقاء سواء قالوها صريحة أو خبّؤوها في الكلام والنكات، تتردد وتتردد ولا تبدو ذات تأثير إلا من اسمها.
ثمّ ننادي، من كامل أرواحنا وبعمق أصواتنا " اسمعينا يا حكومة "، فمن سيسمعنا؟ هل هم الأشخاص الذي يكوّنون كل تلك المسميّات المركبّة والتي تبدو كحائط إسمنتيّ؟! أم هي تجربة صمّاء من الأساس؟
لم أعد أشعر بأن" الحكومة" كلمة تمتصّ النداءات، ولا " الدولة " كلمة تتحسّس حرارة الدم المهدر فداءها، كلها كلماتٌ مُستهلكة تتلبّس عباءة المشاعر لكن لا مشاعر فيها، أو هكذا كان نصيبنا منها.
هل نحتاج لأن نغير الكلمات أم من يمثلونها؟ أم ماذا نفعل بالله دلّينا يا " حكومة".
-
144/365
يا لشناعة المصير الذي يعتمد على الحكومة! ولو كان قانون الكون شخصيّ بشكلٍ فرديّ لكنّا اخترنا كلٌّ حياته وأصبح حكومة نفسه، لكن تلك نظرة بلهاء لأنّ البشر مثيرون للشفقة ويملكون من الشيطان ما يملكون من الله، يملكون من الشرّ ما يملكون من الخير، ويملكون من الخوف باعاً كبيراً هذا إن لم يملكوا من الهلع باعاً أكبر. سنتحول لوحوش ضارية ولما هو أكثر مسالمة ونقاءً من الملائكة، ولن يكون العالم قابلاً للعيش فيه! ويكأنه قابل للحياة الآن!
لكن صدقاً ماذا تفعل الحكومة! ولمَ تدججت رؤوسنا بهذه الكلمة منذ نعومة أظافرنا! ولمَ عُلقّت الآمال جميعها عليها وكأنها روح وجسد وضمير؟ لمَ؟
تتردد الكلمة أينما ذهبت، في البيت، في الشارع، في طابور السوبرماركت - إن كنا محظوظين كفاية لمعايشة طابور ما في مصر-، في المدرسة، في غرف التمريض وعلى أسرّة المرضى، على البحر، في التاكسي، بين الأصدقاء سواء قالوها صريحة أو خبّؤوها في الكلام والنكات، تتردد وتتردد ولا تبدو ذات تأثير إلا من اسمها.
ثمّ ننادي، من كامل أرواحنا وبعمق أصواتنا " اسمعينا يا حكومة "، فمن سيسمعنا؟ هل هم الأشخاص الذي يكوّنون كل تلك المسميّات المركبّة والتي تبدو كحائط إسمنتيّ؟! أم هي تجربة صمّاء من الأساس؟
لم أعد أشعر بأن" الحكومة" كلمة تمتصّ النداءات، ولا " الدولة " كلمة تتحسّس حرارة الدم المهدر فداءها، كلها كلماتٌ مُستهلكة تتلبّس عباءة المشاعر لكن لا مشاعر فيها، أو هكذا كان نصيبنا منها.
هل نحتاج لأن نغير الكلمات أم من يمثلونها؟ أم ماذا نفعل بالله دلّينا يا " حكومة".
-
144/365
تعليقات
إرسال تعليق