146: المشاركة ليست للجميع..

أفضّل أن أتشارك أفكاري مع من أريد لهم أن يشاركوني خاصتهم، لكنّ المشاركة في المجمل قد تصيبك بالإحباط، والحزن الشديد.

" فيلمي المفضّل اسمه كذا " لكنّك لم تشاهده، إلى الآن! هل يمكن للزمن أن يعود بأي هيئة أَحَبها حتّى أسحب تلك المشاركة التي لا يستحقها صاحبها.

فشلي، أتشاركه مع هؤلاء الذين يحبونني من كامل فؤادهم، حتى وإن كان على مضض، لكنني لا أخاف من مشاركتهم إيّاه، لأنّهم لا يجعلونه قصة فشل، يجعلونه قصة تُحكى، في جلسة سمر، في ليلة ما، ونحنُ نعدّ إنجازاتنا.

أحاول أن أتعايش مع حقيقة أنني أشتاق إلى النجاح، لوجع معدتي واضطراب أمعائي قبل نتيجة مهمة، أو لقاء مُنتظر، لدربكةٍ في النوم وتواترٌ في المزاج العام، أشتاقُ لمشاركة النجاح، لرفع سماعة الهاتف وفي قلبي ألف عصفور يطير، أشتاقُ لتلك اللحظة كثيراً لا للسعادةُ الكبرى التي تحتويها بل لأنها مسكّناتُ الأيام المُتعِبة ورفأُ الأيام المثقّبَة.

ثم أتعايش مجدداً مع حقيقة أنني لن أكسب دائماً، لن أصل دائماً، لن أنجح دائماً، وكل ما سيبقى لي هو ما شاركته مع من استحقوا لحظة المشاركة الجميلة تلك. كلحظة نتشارك فيها سماعات الأذن لنسمع الموسيقى، أو مرة نتشارك فيها كتاباً لأنّ فيه من أرواحنا، أو نتشارك الكلام، والأشياء الأقرب لقلوبنا، نتشارك الغزل، ونتشارك الكسل، أن نتشارك الفكرة في ذات اللحظة، وأن تخدعنا ألسنتنا فنتشارك الكلمة، كل شيءٍ سيبدو رائقاً وبديعاً بالمشاركة ذات القيمة البشرية الصحيحة وليست بمجرد المشاركة لذاتها.

السؤال هنا، لمَ يسعى الجميع للمشاركة دون أن يختاروا من يشاركون؟ ولمَ يبحث الجميع عن من يشاركونهم دون أن يدرووا ما لديهم ليشاركوه؟

لنتشارك إذاً فيمَ تفكّرون الآن..

-

146/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا