147: أسطورة بهاء سلطان..
نعم، أريد أن أكون الكاتبة المفضلة لمن يقرؤ لي ولا أفكّر كيف لي أن أكون كاتبةً مُفضّلة في العموم. أريد أن أنقشُ في قلب أحدهم زهرة ليلكيةً لا تُنسى، وإن نُسيت يظلّ عبيرها. أنا لا أريد بستاناً، فقط تلك الزهرة الليلكية ستكفيني.
منذ فترة قصيرة، انتشرت مقاطع فيديو من الحفلة الأخيرة لبهاء سلطان، وهو لمن لا يعرفه مغنّي مصري، يتأرجح لونه الغنائي بين الشعبي والمعاصر، وله حنجرة مميزةٌ، ولستُ أعلمُ تحديداً أهي بحّة أم تميّز أزليّ في الأحبال الصوتيّة! بداياتُ تألقه كانت في أواخر التسعينيات، أما الآن، وبعد تسعة عشر عاماً من بداية الألفية الجديدة لم يعد بهاء على الساحة سوى بمخزونه الفنيّ القديم، " الواد قلبه بيوجعه" و " قوم اقف وإنتَ بتكلمني" و " يا ترى"، " أنا مصمّم" و " ميّة ميّة " التي لا تفشل يوماً في خلق الحماسة داخلي.
وهذا ما يظنّه بهاء، لكنه ليس ما نظنّه نحن، على الأغلب كل من سمعه يوماً ارتبط بصوته، وحتى وإن لم يرتبط بصوته فهو لم يتجاهل خامته الجميلة التي تشبه الناي أحياناً وأحياناً أخرى تبدو كقفزات سلسة على صفحة الماء. إنّ بهاء سلطان الذي ابتعد سنيناً عن الساحة، ظانّاً أن الناس قد نسيته، بل وأنّهم بالفعل لم يجدوا فيه سوى العاديّ، ما هو إلا خدعة، خدعة جعلها الوقت قابلةً للتصديق، بيد أن المفاجئة عكس ذلك تماماً، وأن حفلته الوحيدة التي أقيمت بعد بضع سنين من الغياب، كانت جميلة ورائقة، والأهم من ذلك اشتهاها الكثيرون على وسائل التواصل الإجتماعي وتندّموا لإنهم لم يسمعوا عنها قبلاً.
هل تعتقد أن شخصاً كبهاء قد يتخيّل أن أحداً يحبّه أو حتّى يتذكّره؟ أظنّ أنّ الإجابة لا. هو لا يعرف حقيقةً أين يضعه الناس، هو لا يعرف أنّ هذا يعتبره مغّنيه المفضلّ وذاك لا تحلو له حركة عجلات السيارة إلا على صوته. هو لا يعرف كل هذا، لكن ثمّة أناس سمعته، وتسمعه، تعتبره مُفضُلهم المثالي، والأروع على الإطلاق. وأظنّ أن هذا يكفي.
-
منذ فترة قصيرة، انتشرت مقاطع فيديو من الحفلة الأخيرة لبهاء سلطان، وهو لمن لا يعرفه مغنّي مصري، يتأرجح لونه الغنائي بين الشعبي والمعاصر، وله حنجرة مميزةٌ، ولستُ أعلمُ تحديداً أهي بحّة أم تميّز أزليّ في الأحبال الصوتيّة! بداياتُ تألقه كانت في أواخر التسعينيات، أما الآن، وبعد تسعة عشر عاماً من بداية الألفية الجديدة لم يعد بهاء على الساحة سوى بمخزونه الفنيّ القديم، " الواد قلبه بيوجعه" و " قوم اقف وإنتَ بتكلمني" و " يا ترى"، " أنا مصمّم" و " ميّة ميّة " التي لا تفشل يوماً في خلق الحماسة داخلي.
وهذا ما يظنّه بهاء، لكنه ليس ما نظنّه نحن، على الأغلب كل من سمعه يوماً ارتبط بصوته، وحتى وإن لم يرتبط بصوته فهو لم يتجاهل خامته الجميلة التي تشبه الناي أحياناً وأحياناً أخرى تبدو كقفزات سلسة على صفحة الماء. إنّ بهاء سلطان الذي ابتعد سنيناً عن الساحة، ظانّاً أن الناس قد نسيته، بل وأنّهم بالفعل لم يجدوا فيه سوى العاديّ، ما هو إلا خدعة، خدعة جعلها الوقت قابلةً للتصديق، بيد أن المفاجئة عكس ذلك تماماً، وأن حفلته الوحيدة التي أقيمت بعد بضع سنين من الغياب، كانت جميلة ورائقة، والأهم من ذلك اشتهاها الكثيرون على وسائل التواصل الإجتماعي وتندّموا لإنهم لم يسمعوا عنها قبلاً.
هل تعتقد أن شخصاً كبهاء قد يتخيّل أن أحداً يحبّه أو حتّى يتذكّره؟ أظنّ أنّ الإجابة لا. هو لا يعرف حقيقةً أين يضعه الناس، هو لا يعرف أنّ هذا يعتبره مغّنيه المفضلّ وذاك لا تحلو له حركة عجلات السيارة إلا على صوته. هو لا يعرف كل هذا، لكن ثمّة أناس سمعته، وتسمعه، تعتبره مُفضُلهم المثالي، والأروع على الإطلاق. وأظنّ أن هذا يكفي.
-
147/365
تعليقات
إرسال تعليق