148: ضعف الأطفال!

أكره حقيقة أن الأطفال كائنات ضعيفة، لا تقدر على ردّ الأذى ولا على كتم البكاء! أكره كيف يمكن للكبار أن يتحكموا في مصائرهم، وفي مقدار الألم الذي قد يسبّبوه لهم! أكره ذلك!

لمَ يستضعفهم الآخرون إلى هذا الحدّ، أن يصرخوا في وجوههم بشدّة وقسوة كأنّهم ليسوا سوى انعكاسةٍ في مرآة وهم بشرٌ من لحم ودم وقلب. لمَ يضطر الأطفال لأن يعايشوا كل هذا النصيب الهائل من المصائر، والخذلان. لمَ!

لا أريد أن تتلبّس المدوّنة روح صفحة الحوادث في جورنال الأهرام، ولا صفحةً من صفحات الفيسبوك التي تنشرُ وتنشرُ الأخبار، ولن أتحدث عن حادثة بعينها ولا عن بشاعةٍ بُمجملها وتفصيلها، لكنني أفكّر أحياناً أن عدم عشقي وولعي بالأطفال ناتجٌ من استصعاب فكرة ضعفهم على فهمي. ألّا أحبَهم لأنّهم ضعفاء.

في كل مأساة ومن كلّ انهزامٍ مدوّي أبحثُ - حتى لو كنت جدّ منهكة- عن نقطة النور، عن منبع يبعث بلحظة سلام، لكن مع كل الطفولة المهدرة والسرمدية في اللابقاء تلك،لا أبحثُ عن نقاط النور، لا أفهمها حتى إن وجدتها، كل ما أبحثُ عنه هو الطفل، الذي انسلت وانفلت من زهو الحياة ورخائها إلى نصلها التلم الصدىء.

إنّ ضُعف الأطفال ليس لنقص في عقولهم ولا إقتصاداً لعدد ساعات الطاقة التي يحرقونها، بل في استحلال أجسادهم الضئيلة الغير مكتملة تلك لتحقيق مشاهد مازوخية مَرَضية. إنّ الضُعف ثقيل وصعيب علينا، وإنّ كره الأطفال لأمر فيهم ليس منهم أمرٌ غير واقعي ومجنون، وأنا مجنونة أحياناً.

-

148/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا