152: لا أُشفى من الأمل..

في شعوري بالإمتنان اليوم، طاقة حبّ يمكن لها أن تكفي العالم.
ولا أعرف هل لأنّ النور انبثق من قلبي أم لأنّ الظلام انقشع فبدا واضحاً مُسالماً بمفرده. ولا كثير تغيّر، تماماً ككل الأمور التي تركتها في أماكنها منذ شهور حتى اندمجت بمحيطها فباتت لا تُلحظ، لكن قلبي، به قفزات صغيرة وساذجة، تُشبه الأمل.

عادةً ما أتفاؤل بالبدايات، أشعر أنها نكزةٌ باتجاه الأمام، وفي كل مرة أكون بهذه السذاجة لأثق فيها. أريدُ أن أصدّق الأمل، أريدُ أن أثق في البداية، في السعادة التي تزورني في خضمّ لحظة ما، إلا أنّ البدايات ككل عيد ميلاد ورأس سنة، حالة من غزل البنات، متى ما لامست اللسان حتى تؤول إلى اللاشيء وأحياناً تترك مذاقاً جميلاً دون أثر.

في الثاني من أكتوبر لهذا العام، عايشتُ واحداً من أجمل ذكرى أيام ميلادي، وللمعجزة، كان اليوم مثالياً للدرجة التي جعلتني أتساؤل وأنا أسند رأسي لظهر السرير مودعةً أحلامي ل" الدريم كاتشر " التي تلقط أحلامي متى هربن من مخيلتي، هل يحدثُ أن يُعايش الإنسان يوماً مثالياً بالفعل ولو لمرة واحدة في حياته؟ لإنني عايشته اليوم.

ويمكن لك عزيزي أن تُدرك ندرة تلك الأيام لكاتبة هذه المدوّنة، يمكن الرجوع إلى الوراء تدوينتين حتى تُدرك ما أقول. لكن دعونا لا ننظر للوراء، لننظر للأمام قليلاً، باتجاه الشمس، باتجاه الريح، باتجاه آخر نقطة من ماء البحر. دعونا ننظر مرةً نحو الأمل، هذا الملعون الجميل، حرباءة الأيام، ودمع الضحكات العالية الملعلعة. اليوم سأنظر لهذا الأمل وقد لا يطول بقاء نصفه الحسن، وأعلم أن الوجه الآخر الأكثر قباحةً قادمٌ، لكنّني لا أُشفى منه، لا أُشفى من الأمل.

-


152/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا