158: جزءٌ من كُلّ..
في الأيام الجميلة التي لجلالها يجب أن تتعلم متى تضبط البكاء، وتنحسر بنفسك بضع كيلومترات للوراء، تذكرةٌ دائمةٌ بأنّك لست المسرح، أنتَ السيتار، قطعة ديكور، لمبة إضاءة، ميكروفون معلق، أنتَ جزء، ولست الكلّ.
وككل مرّة تصدمكَ فكرة أو تذكرة ما، تعيد بنفسك ذاكرتك عن نفسك، وترتّب المداخل والمخارج والقطع المبعثرة كأنّك ترصّ قطع الميكانو بجانب بعضها البعض. فتجد نتاجاً جميلاً حتى وإن بدا بعيداً تماماً عن التصوَر النهائي. في كل مرة تفكّر فيها في نفسك، تُفاجئك مسابير جديدة، مغارات مهجورة ومسالك لم تُسلك من قبل. نعم، هذه قدمك وهذه نفسك، وكلتاهما تتعرفان على الطريق إلى بعضهما.
ثمّة دموعٌ تنتظر، على حافّة الهفوة، على حافّة طرفة الهواء القادمة باتجاهك، على حافّة لفحة ذكريات هائمة. ثمّة دموع تنتظر، لإنّها لم تصل يوماً، ولم يُسمح لها بمقابلة اللحظة، فظلّت على حالها حتّى بردت وهدأت وراح جمالها واعتلاها عجزٌ غريب.
البحر، تحديداً في الليل، يُجرّح قرح الدموع بنفسه، ويجعلك تهيم على وجهك في خضمّ جلسة ونس وضحك وأغانٍ، حتى وإن تعالت صوت ضحكتك، وصوت ضحكات الجميع، فأنتَ تعلم في قرارة نفسك أن للبحر هيبته وأنّك عالق تحت هيبته، وأنّك جزء ولست الكلّ، وأنّك جزءٌ من كلّ، وأنك كلُ جزء على حدة.
-
وككل مرّة تصدمكَ فكرة أو تذكرة ما، تعيد بنفسك ذاكرتك عن نفسك، وترتّب المداخل والمخارج والقطع المبعثرة كأنّك ترصّ قطع الميكانو بجانب بعضها البعض. فتجد نتاجاً جميلاً حتى وإن بدا بعيداً تماماً عن التصوَر النهائي. في كل مرة تفكّر فيها في نفسك، تُفاجئك مسابير جديدة، مغارات مهجورة ومسالك لم تُسلك من قبل. نعم، هذه قدمك وهذه نفسك، وكلتاهما تتعرفان على الطريق إلى بعضهما.
ثمّة دموعٌ تنتظر، على حافّة الهفوة، على حافّة طرفة الهواء القادمة باتجاهك، على حافّة لفحة ذكريات هائمة. ثمّة دموع تنتظر، لإنّها لم تصل يوماً، ولم يُسمح لها بمقابلة اللحظة، فظلّت على حالها حتّى بردت وهدأت وراح جمالها واعتلاها عجزٌ غريب.
البحر، تحديداً في الليل، يُجرّح قرح الدموع بنفسه، ويجعلك تهيم على وجهك في خضمّ جلسة ونس وضحك وأغانٍ، حتى وإن تعالت صوت ضحكتك، وصوت ضحكات الجميع، فأنتَ تعلم في قرارة نفسك أن للبحر هيبته وأنّك عالق تحت هيبته، وأنّك جزء ولست الكلّ، وأنّك جزءٌ من كلّ، وأنك كلُ جزء على حدة.
-
158/365
تعليقات
إرسال تعليق