164: ماذا يحدث في العالم اليوم؟!
هاه، ماذا يحدث في العالم اليوم؟ أبهرني يا أيها العالم المسعور.
لن أفتح الجرائد بالطبع، نحنُ جاوزنا الألفية الثانية بما يقرب العشرين عاماً، لا أحد يُمسك الجرائد الآن، إلّا أربعة يجلسون على القهوة في الصباح وجدّي على كنبته القديمة التي تقع تحت شبّاك الصالة الصغير. الأمرُ أصبح نادراً للحدّ الذي جعل الجرائد ورقاً لتغليف الهدايا وأحياناً ورقَ حائط، لكنّه لم يعد وسيلة لنقل أخبار أحد ولا منصّة لمخاطبة الشعب.
سأفتح التلفاز على قناة فضائية ستنقل لي الأحداث بمحايدة أو على الأقلّ بموضوعية تخاطب العقل البشري لا صامولةً في مكنة جزّ العشب أو حمل الروث. على أية قناة أفتح يا ترى؟ همم سأغلق التلفاز. مهاترات ونميمة وحوارات تافهة، لألجأ لمسطبة دار جدتي أفضل.
لن أجد في الراديو سوى حكايات علاها الغبار كمجلدات الحكومة، أصواتٌ منهكة، بإمكاني أن أعبر لوجوههم من خلالها، فأرى جفون متهدلة وعيون دموية وبشرة باهتة. ماذا سأجد في الراديو؟ أغانٍ أحبّها؟ ربّما، وتأخذني لثوانٍ لعالم بعيد في الماضي، كانت فيه كل الأمور - كعادة الماضي- أفضل.
سأفتح مواقع التواصل الإجتماعي فأجدُ لتونس رئيساً مُنتخباً - بحقّ وحقيق مش كده وكده-، أجدُ مضطرب سفاح في الثامنة عشر من عمره يقتل زميله لإنّه دافع عن فتاة تعرض لها الأول بالأذى والتحرش، أجدُ قائمة بالفائزين بنوبل، من استحق ومن لم يستحقّ ، أجدُ فيديو ليوتيوبر عربية تبكي فيها لحظة تحقيق النجاح الذي كان حلماً بعيداً من ثلاث سنوات، أجدُ مقاطع ڤيديو لقطط في بلاد الإفرنجة، ولبلاد الإفرنجة وللحروب التي حولنا. دولٌ بأكملها يُعرف عنها سطرٌ أو سطران بالكاد، والبقية تكمل نفسها بنفسها على أرض الواقع.
يتبع>>
-
164/365
لن أفتح الجرائد بالطبع، نحنُ جاوزنا الألفية الثانية بما يقرب العشرين عاماً، لا أحد يُمسك الجرائد الآن، إلّا أربعة يجلسون على القهوة في الصباح وجدّي على كنبته القديمة التي تقع تحت شبّاك الصالة الصغير. الأمرُ أصبح نادراً للحدّ الذي جعل الجرائد ورقاً لتغليف الهدايا وأحياناً ورقَ حائط، لكنّه لم يعد وسيلة لنقل أخبار أحد ولا منصّة لمخاطبة الشعب.
سأفتح التلفاز على قناة فضائية ستنقل لي الأحداث بمحايدة أو على الأقلّ بموضوعية تخاطب العقل البشري لا صامولةً في مكنة جزّ العشب أو حمل الروث. على أية قناة أفتح يا ترى؟ همم سأغلق التلفاز. مهاترات ونميمة وحوارات تافهة، لألجأ لمسطبة دار جدتي أفضل.
لن أجد في الراديو سوى حكايات علاها الغبار كمجلدات الحكومة، أصواتٌ منهكة، بإمكاني أن أعبر لوجوههم من خلالها، فأرى جفون متهدلة وعيون دموية وبشرة باهتة. ماذا سأجد في الراديو؟ أغانٍ أحبّها؟ ربّما، وتأخذني لثوانٍ لعالم بعيد في الماضي، كانت فيه كل الأمور - كعادة الماضي- أفضل.
سأفتح مواقع التواصل الإجتماعي فأجدُ لتونس رئيساً مُنتخباً - بحقّ وحقيق مش كده وكده-، أجدُ مضطرب سفاح في الثامنة عشر من عمره يقتل زميله لإنّه دافع عن فتاة تعرض لها الأول بالأذى والتحرش، أجدُ قائمة بالفائزين بنوبل، من استحق ومن لم يستحقّ ، أجدُ فيديو ليوتيوبر عربية تبكي فيها لحظة تحقيق النجاح الذي كان حلماً بعيداً من ثلاث سنوات، أجدُ مقاطع ڤيديو لقطط في بلاد الإفرنجة، ولبلاد الإفرنجة وللحروب التي حولنا. دولٌ بأكملها يُعرف عنها سطرٌ أو سطران بالكاد، والبقية تكمل نفسها بنفسها على أرض الواقع.
يتبع>>
-
164/365
تعليقات
إرسال تعليق